التوفيق بين قوله تعالى: {لم يدخلوها وهم يطمعون} وبين العمل طمعًا في الجنة

السؤال
كيف نوفِّق بين قول الله -عز وجل- {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ}، وبين العمل طمعًا في الجنة، وجعلها غايةً للإنسان؟
الجواب

{لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} [الأعراف: 46] يعني: هذا شيء من الاستبعاد، وأن أعمالهم لا تؤهِّلهم في نظرهم لدخول الجنة، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60]، أي: خائفة، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، أن يعمل الأعمال الصالحة، ويبتعد عمَّا حرم الله -جل وعلا-، ويبقى خائفًا وجلًا ألَّا تُقبل منه هذه الأعمال. وقالت عائشة -رضي الله عنها- في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون ألَّا تُقبل منهم» [الترمذي: 3175]، فيجمعون بين حسن العمل، وإساءة الظن بالنفس، مع الأمل القوي بالله -جل وعلا-.

يقول: (وبين العمل طمعًا في الجنة، وجعلها غايةً للإنسان؟)، على الإنسان أن يعمل، وأن يطمع برحمة الله -جل وعلا-، وأن يُشفق ويخشى من نفسه ونيَّته وإخلاصه ألَّا يكون عمله خالصًا لله -جل وعلا-.