دلالة أفعال النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحج

السؤال
قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في (صحيح مسلم): «لتأخذوا مناسككم»، وفي بعض الروايات: «خذوا عني مناسككم»، هل يُفهم منه الوجوب لعموم أفعاله في الحج؟
الجواب

قوله-عليه الصلاة والسلام-: «لتأخذوا مناسككم» [مسلم: 1297]، و«خذوا عني مناسككم» [سنن البيهقي الكبرى: 9600] لا شك أن أفعاله -عليه الصلاة والسلام- متفاوتة في حَجِّه، كما في قوله -عليه الصلاة والسلام-: «صلوا كما رأيتموني أصلي» [البخاري: 631]، فالصلاة مشتملة على أفعال متعددة، والحج مشتمل على أفعال وأقوال متعددة، فيجمعها أن هذه الأفعال كلها مطلوبة، فمنها ما طَلَبُه أشدُّ وتَرْكُه مؤثر كالأركان، وهي التي لا بد من فعلها ولم يُعذر فيها أحد، ومنها ما طَلَبُه متأكد لكنه يُجبَر، وهو الذي حصل فيه الاستئذان منه -عليه الصلاة والسلام- فأذن، ومنها ما طَلَبُه أقل وهو السنن، فهي على مراحل ومراتب:

المرتبة الأولى: الأركان، هذه لا يُعذر فيها أحد، ولم يَحصل أن أحدًا اعتذر فيها من النبي -عليه الصلاة والسلام- فَعَذَره.

المرتبة الثانية: الواجبات، وهي التي قَبِلَ النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها أعذار المعتذرين، فلو كانت أركانًا لما قُبِلَ فيها العذر، ولو كانت سُننًا لما احتاجت إلى عذر.

المرتبة الثالثة: التي هي أقل المراتب: السنن، وهي مطلوبة من باب الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام-، لكنها لا تحتاج إلى عذر، ومن تَركها فلا شيء عليه، ومن فعلها فهو الأكمل.