شهرة الحديث ودلالتها على الصحة

السؤال
هل شهرة الحديث دليل على صحته؟
الجواب

الشهرة إما أن تكون اصطلاحية، أو على الألسنة أي: غير اصطلاحية؛ لأن بعض الأحاديث يشتهر بكثرة طرقه، فيروى برواية أكثر من اثنين، هذه هي الشهرة الاصطلاحية، بأن تتعدَّد طرقه ولم يصل إلى حد التواتر، فهذا يقال له: (مشهور)، ولا شك أن كثرة الطرق تدل على القوة، وقد يوجد في جميع الطرق الضعيف ضعفًا لا ينجبر فلا يستفيد من هذه الشهرة ويبقى ضعيفًا، لكن كثرة الطرق وتعدُّدها أفضل من التفرُّد، هذا في الجملة، ومع ذلك ليس بدليل على صحته، فالمشهور -حتى الاصطلاحي- منه الصحيح ومنه الحسن ومنه الضعيف، أما المشهور على الألسنة الذي يتداوله الناس بألسنتهم فهذا قد يكون منه الصحيح المتواتر الذي يعرفه الخاص والعام، وقد يكون منه الضعيف، وقد يكون منه الموضوع، فقد يتداول عامة الناس أحاديثَ موضوعة، فمثلًا: «النظافة من الإيمان» على ألسنة الناس كلهم لكنه ليس بحديث، وكذلك «المعدة بيت الداء» يتداولونه لكنه ليس بحديث، فالشهرة على الألسنة –لا سيما إذا اشتهر عند العامة- الغالب فيها عدم الصحة، وأما ما اشتهر على ألسنة أهل العلم فالغالب فيه أنه صحيح، فالشهرة سواء الاصطلاحية أو غير الاصطلاحية لا يلزم منها صحة الخبر، بل منها ما هو صحيح، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو ضعيف.