المفاضلة بين كفالة اليتيم والدعوة إلى الله

السؤال
أيهما أعظم أجرًا كفالة اليتيم أم الدعوة إلى الله؟
الجواب

كفالة اليتيم جاء فيها نصوص كثيرة في الترغيب فيها، ومنها قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وقال بإصبعيه السبابة والوسطى [البخاري: 6005]، فهذا أجر عظيم بالنسبة لمن يكفل اليتيم، وكذلك الدعوة التي هي وظيفة المرسلين فيها أجر عظيم، و«من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [مسلم: 1893]، فالأجور بالنسبة للدعوة تستمر إلى يوم القيامة؛ لأن هذا الداعي دعا هؤلاء واستجابوا فله مثل أجورهم، وكذلك من دعوه فهو متسبب في هدايتهم فالأجور تتتابع وفضل الله لا يُحد، ومع ذلك لا يتصور التعارض بين كفالة اليتيم وبين الدعوة بالبدن، لكن قد يقول قائل: (أنا أريد أن أكفل يتيمًا أو أكفل داعيةً أيهما أفضل؟)، نقول: على حسب الحاجة، إذا كان اليتيم مضطرًا لهذه الكفالة فلا شك أن تقديم النفس المضطرة أكثر حاجة فهي أفضل، وإذا كان اليتيم يوجد من يكفله غيره والداعية لا يوجد من يكفله لا شك أن الدعوة نفعها أعظم وأشمل من هذه الحيثية، وعلى كل حال هذه مفاضلة بين فضائل، ينظر في كل حالة على حدة، وكلما اشتدت الحاجة زاد الأجر، وهما من أفضل الأعمال ومن أفضل القُرَب، وإذا أمكن الجمع بينهما فلا شك أن هذا أكمل، لكن إذا حصل مشاحة بين الأمرين فالمقدّم الأكثر حاجة، والنفع المتعدي في الجملة أفضل من النفع القاصر، والله أعلم.