فضل كثرة الصلاة والسلام على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجمعة

السؤال
هل ورد فضل في كثرة الصلاة والسلام على الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في الجمعة؟
الجواب

خرَّج الإمام أبو داود عن أوس بن أوس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ مِن أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه قُبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي» قالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمْتَ؟ يقولون: بليتَ، فقال: «إن الله -عز وجل- حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء» [1047].

في (المطالب العالية) لابن حجر: (قال الحاكم في الموضع الأول: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، وقال في الموضع الثاني: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك)، وقال الحافظ البيهقي: (أصح ما روي فيه حديث أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس)، الذي هو حديث أبي داود.

لكن ابن القيم -رحمه الله- ذكر لهذا الحديث في (جلاء الأفهام) علَّةً خفيَّة حيث قال: (وقد أعلَّه بعض الحفاظ بأن حسينًا الجُعفي حدَّث به عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، ومَن تأمَّل هذا الإسناد لم يشك في صحته؛ لثقة رواته وشهرتهم وقبول الأئمة أحاديثَهم)، إذن ما العلة فيه يا ابن القيم؟ يقول: (علته: أن حسين بن علي الجعفي لم يسمع عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، إنما سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم)، يعني: كأنه التبس عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الراوي بعبد الرحمن بن يزيد بن تميم؛ للاشتراك في الاسم واسم الأب، قال: (وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا يُحتَج به).

قال السخاوي في (القول البديع): (ولهذا الحديث علَّة خفيَّة، وهي أن حسينًا الجعفي راويه أخطأ في اسم جد شيخه عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا، وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره)، لكن هذه العلة ردَّها الإمام الحافظ الدارقطني، وقال: (إن سماع حسين من ابن جابر ثابت، وإلى هذا جنح الخطيب)، وعلى كل حال الحديث ظاهره الصحة، والإمام الدراقطني يُرجِّح أنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو ثقة، لا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الضعيف، والله أعلم.