فضل سورة الكافرون

السؤال
ما فضل سورة الكافرون، هل ورد في ذلك شيء؟
الجواب

ورد أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأها في ركعتي الطواف، وفي ركعتي الصبح –الفجر-، وفي ركعتي المغرب، مع {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، وهما سورتا الإخلاص، فثبت في (صحيح مسلم) عن جابر –رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بهذه السورة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] وبـ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في ركعتي الطواف [1218]. وفي (صحيح مسلم) أيضًا من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ بهما في ركعتي الفجر [726]. وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بضعًا وعشرين مرة -أو بضع عشرة مرة-: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [المسند: 4763]، فثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرأ بها.

وفي (الترمذي) عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «مَن قرأ: {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزلزلة: 1] عُدلت له بنصف القرآن، ومَن قرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} عُدلت له بربع القرآن، ومَن قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عُدلت له بثلث القرآن» [2893]، قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن بن سَلم. وحسَّن الترمذي بعض طرقه فيما رواه عن أنس بن مالك أيضًا أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال لرجلٍ من أصحابه: «هل تزوجتَ يا فلان؟» قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به، قال: «أليس معك {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}؟» قال: بلى، قال: «ثلث القرآن،...قال: أليس معك: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}؟» قال: بلى، قال: «ربع القرآن» [2895]، قال الترمذي: هذا حديث حسن.

وفي (فتح الباري) قال: (أخرج الترمذي والحاكم وأبو الشيخ من حديث ابن عباس رفعه: «{إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن، والكافرون تعدل ربع القرآن»، وأخرج الترمذي أيضًا وابن أبي شيبة وأبو الشيخ من طريق سلمة بن وردان عن أنس "أن الكافرون -على الحكاية- والنصر تعدل كلٌّ منهما ربع القرآن، و{إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل ربع القرآن"، زاد ابن أبي شيبة وأبو الشيخ: "وآية الكرسي تعدل ربع القرآن"، -قال ابن حجر:- وهو حديث ضعيف؛ لضعف سلمة، وإن حسَّنه الترمذي فلعله تساهل فيه؛ لكونه من فضائل الأعمال، وكذا صحَّح الحاكم حديث ابن عباس وفي سنده يمان بن المغيرة، وهو ضعيف عندهم).

المقصود أن تحسين الترمذي تساهُل، وهو معروف بذلك -رحمه الله-، حسَّن أحاديث فيها انقطاع ظاهر، وحسَّن أحاديث فيها رواة ضعفهم مشهور، وهو موصوف بالتساهل في هذا الباب، وكذلك الحاكم، وهو أوسع خطوًا منه، بل صحَّح بعض الأحاديث الضعيفة، وحسَّن بعض الواهيات، المقصود أن تحسين الترمذي والحاكم لهذا الحديث لا يُلتفت إليه.