الذهاب إلى مسجد قباء مشيًا على الأقدام

السؤال
هل يُسنُّ لي أن أذهب إلى مسجد قباء ماشيًا، وذلك اقتداءً بالنبي –صلى الله عليه وسلم-، أم أنه فعل ذلك من غير قصدٍ لأن يسُنَّه لأمته من بعده؟
الجواب

في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في (صحيح البخاري)، قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتي مسجد قباء كلَّ سبتٍ، ماشيًا وراكبًا"، وكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يفعله [1193].

و"كان" تدل على الاستمرار، هذا هو الأصل، وقد تأتي للمرة الواحدة، لكنها تدل على الاستمرار، وفعل الصحابي –رضي الله عنه- بعده –عليه الصلاة والسلام- يدل على أنه كان يفعله مداومًا عليه، مع أنه سُنَّة لو تركه لم يأثم، لكن إذا اقتدى بالنبي –صلى الله عليه وسلم- فيما جاء عنه في (البخاري) وغيره أنه كان يأتي مسجد قباء كلَّ سبتٍ ماشيًا وراكبًا فله أجره على ذلك، وجاء ما يدل في بعض الآثار أنه يعدل عمرة [الترمذي: 324].

وعلى كل حال هذا الحديث وما في معناه فيه بيان فضل مسجد قباء والصلاة فيه، وفضيلة زيارته في كلِّ سبت، سواء كانت الزيارة من ركوبٍ أو مشيًا على الأقدام، فالفضل ثابت بالحديث الذي فيه صيغة (كان) التي تدل على الاستمرار، والحديث في الصحيح في (صحيح البخاري).

وما ذُكِر فيمن صلى في مسجد قباء كان له أجر عمرة، هذا مُخرَّجٌ في (المسند) [15981]، وعند الترمذي [324]، وصحَّحه بعضهم، ومن تمام ثبوت الأجر أن يتطهَّر في بيته، ويذهب إلى قباء فيُصلي فيه ركعتين [ابن ماجه: 1412]، وأما مَن تطهَّر في المسجد أو في طريقه لا في بيته فإن له أجرًا عظيمًا اقتداءً بالنبي –عليه الصلاة والسلام-، وأما أجر العمرة فالنص يدل على أنه لمن تطهَّر في بيته، والله أعلم.