مشكلة عدم الشعور بحلاوة الإيمان

السؤال
لم أعد أشعر بحلاوة الإيمان كما كنت في أول أيام شبابي إذ كنت أجد لذة للطاعات التي أعملها فما هو علاج مشكلتي وهل بالإمكان أن أعرف سبب ذلك؟
الجواب

سبب ذلك الغفلة ومزاولة الأعمال والعبادات بالجسد دون القلب والروح، فعليه أن يراجع نفسه وأن يستحضر أنه يعبد الله -جل وعلا-، وأنه يمتثل أمره وأنه يعبده مخلصًا له متبعًا لنبيه -عليه الصلاة والسلام-، وفي الحديث الصحيح المخرج في (مسلم) وغيره يقول -عليه الصلاة والسلام- «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا» [مسلم: 34] -عليه الصلاة والسلام- أو «نبيًّا» كما في رواية الترمذي [2623]، المقصود أنه إذا رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا رسولًا فإنه حينئذ يذوق طعم الإيمان وحلاوة الإيمان، وإذا ذاق طعم الإيمان سهل عليه كل شيء يتطلبه هذا الإيمان، وليس معنى هذا أنه يقولها بلسانه: "رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا..."، نعم، يقول هذا لا بأس، لكن مع ذلك يقول ويفعل، ومعنى الرضا أن يستسلم لله، وأنه ربه، وأنه لا رب له سواه، ويَتْبَع ذلك طاعته في أوامره، والانتهاء عمَّا نهى عنه، وقل مثل هذا في الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وفي الإسلام وما يتطلبه من الاستسلام التام، والله المستعان.