تفسير قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعآئر الله}

السؤال
ما تفسير قول الله -جل وعلا-: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}؟ وما معنى {فَلاَ جُنَاحَ}؟
الجواب

قوله تعالى: {فَلاَ جُنَاحَ} [البقرة: 158] المراد به رفع الحرج، أي: لا حرج على من تَطوَّف بين الصفا والمروة، ولا شك أن لفظ الآية أشكل على بعض الصحابة، فمجرد رفع الجناح لا يقتضي الاستحباب، فضلًا عن الوجوب، ومعلوم أن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج، ومنهم من يرى وجوبه، لكن المُفْتَى به أنه ركن من أركان الحج لا يصح إلا به، فكيف يقال: {لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}؟! وعائشة -أم المؤمنين رضي الله عنها- استحضرت سبب نزول الآية، وهو أنهم في بداية الأمر كانوا يتحرَّجون من السعي بين الصفا والمروة؛ لِما كان عليه أهل الجاهلية من الطواف بينهما لصنمين أحدهما على الصفا والآخر على المروة، ويسمونهما: (إساف ونائلة)، فتحرَّج الصحابة من مشابهتهم، فنزلت الآية؛ لرفع هذا الحرج، ومِن فِقه عائشة -رضي الله عنها- أنها في مناقشتها لعروة بن الزبير -ابن أختها- أنها قالت: "إن هذه لو كانت كما أولتَها عليه، كانت: لا جناح عليه ألَّا يتطوف بهما" [البخاري: 1643].

ولا شك أن الآية جاءت لرفع ما كان يتوهمه الصحابة في أول الأمر مِن مشابهة الجاهلية في سعيهم بين الصفا والمروة مِن أجل هذين الصنمين.