النصيحة لمن اهتدى في قرية ينتشر فيها الجهل، ويريد أن يبيِّن للناس التوحيد

السؤال
أنا من قرية ينتشر فيها الجهل والمعاصي -للأسف-، وقد وفقني الله واهتديتُ للاستقامة، وأريد أن أدعو إلى الله في قريتنا، وأُبيِّن للناس التوحيد، فما هو فضل التوحيد فضيلة الشيخ؛ لأنقله للناس عنكم؟ وكيف أبدأ بتعليمهم التوحيد، علمًا بأن الناس يستمعون لمن يتحدث بعد الصلاة ولو أطال؟
الجواب

السائل الذي هداه الله ووفقه للاستقامة نسأل الله لنا وله الثبات على دينه، ونوجِّهه وننصحه بأن يطلب العلم، فإن كان في قريته مَن يعلِّم الناس فعليه أن يلزمه حتى يستفيد، ومن ثَمَّ يفيد الناس، وإذا لم يكن في بلده من يعلِّم فعليه أن ينتقل ويرحل لطلب العلم في أقرب البلدان إليه، ثم بعد ذلك يعلِّم ويدعو إلى الله على بصيرة، أما الدعوة إلى الله على جهل فهذه ضررها أكثر من نفعها، ويريد أن يبين للناس التوحيد وهو لا يعرف التوحيد ولا يعرف فضل التوحيد! لا شك أنه مخطئٌ ومقحمٌ نفسَه في شيء لا يتحمل عواقبه، فعليه أن يطلب العلم، وإن وجد في بلده فبها ونعمت، وإن لم يوجد فليرحل، ثم ينقل إلى أهل قريته ما تعلَّمه عن أهل العلم، ويتابع التحصيل بواسطة الأجهزة، ثم لو بدأ –مثلًا- مع طلبه العلم بقراءة الكتب المبسَّطة الميسَّرة التي يفهمها العامة، وقراءتها قراءةً من غير إيغال وتعليق مثل: (الأصول الثلاثة) للإمام المُجدِّد -رحمه الله-، وكتاب (التوحيد)، وفيه الإجابة على ما سأل عنه، و(كشف الشبهات)، و(الواسطية)، كلها كتب ميسرة وسهلة -ولله الحمد- يفهمها عامة الناس، لكن عليه أن يسعى في رفع الجهل عن نفسه قبل غيره، ولا يقحم نفسه في تعليم الناس أمورًا لا يحسنها ولا يتقنها، فهذا يهجم على أصل الأصول الذي هو العقائد، فإذا ضلَّ الناس بسببه أثم إثمًا عظيمًا، لكن إذا تعلَّم وأنار نفسه بالعلم النافع، وقرأ هذه الكتب التي لا تحتاج إلى كبير عناء -يفهمها الناس- فيُثاب على ذلك -إن شاء الله تعالى-، ويتدرَّج في تحصيل العلم وتأصيله وتقعيده؛ لينتفع وينفع غيره، والله المستعان.