المفاضلة بين حفظ ما قيل في الرواة وبين الاكتفاء بالبحث عند الحاجة

السؤال
هل يلزم في علم الرجال أن يحفظ طالب العلم ما قيل فيهم، أم يكفي أن يبحث عن كل رجل متى احتاج النظر إلى أقوال العلماء فيه؟
الجواب

الأصل أن يكون طالب العلم: العلم في صدره بالفعل، ويكون قد أعدَّ نفسه قبل ذلك في جميع ما يحتاج إليه من العلوم التي تعينه على فهم الكتاب والسنة.

وعلى كل حال علم الرجال فرع من فروع علوم الحديث، وهو من مهماتها، ولأنه لا يمكن أن يُعرف الصحيح من الضعيف إلا بمعرفة الرجال الرواة، فلا يمكن أن يعرف ويحكم على الأحاديث بالصحة أو بالضعف إلا من خلال الرواة، والأصل أن يكون طالب العلم محقِّقًا ذلك بالفعل، وفي الفقه يقولون: يمكن أن يكون فقيهًا بالقوة القريبة من الفعل، بحيث إذا احتاج إلى مسألة أو إلى دليل مسألة أو تأصيل مسألة تكون قريبة عنده، وعلى كل حال الحفظ هو الأصل، فيحفظ وينظر في أقوال العلماء في هذا الرجل من توثيق وتضعيف، ويوازن بين هذه الأقوال، ويختار منها أو يستخلص منها ما يراه راجحًا، والاختيارُ هو صنيع الذهبي في (الكاشف)، والاستخلاص هو صنيع ابن حجر في (التقريب).

وعلى كل حال على الإنسان أن يديم النظر في كتب الرجال؛ لتتكون لديه الأهلية المطلوبة من أجل الحكم على الأحاديث، والله أعلم.