الكتب التي يُنصح بها في إعراب القرآن الكريم

السؤال
ما الكتب التي تنصحني بها في إعراب القرآن الكريم من المطولات والمختصرات؟
الجواب

في هذا الباب مشاركات كثيرة وقوية من المتقدمين ومن المتأخرين، فهناك (إملاء ما مَنَّ به الرحمن في إعراب القرآن) للعكبري، كتاب مُختصر ومتين، والعكبري إمام في الباب يستفيد منه طالب العلم، ولا يحتاج إلى وقت؛ لأنه مختصر، وكذلك (إعراب القرآن) للنحَّاس مفيدٌ جدًّا.

وللمتأخرين مشاركات مطوَّلة ومختصرة منها (إعراب القرآن وبيانه) لمحيي الدين درويش، ومنها (الجدول في إعراب القرآن) لمحمود صافي، فهذه مطولة وفيها تفصيل يُفيد طالب العلم، و(إعراب القرآن وبيانه) لمحيي الدين درويش أرجح عندي من (الجدول)، وفي كل منهما خير، كلاهما مفيد، لكن في تقديري أن (إعراب القرآن وبيانه) فيه تفصيل أدق من (الجدول)، وإن كان استقرائي ليس بتام، وقراءتي في الكتابين قد لا تُعطي حكمًا دقيقًا، لكن هذا من خلال ما قرأتُه، وأما (إعراب القرآن) للعكبري مع اختصاره فهو نافعٌ جدًّا.

ومما يُوصى به طالب العلم في هذا الباب أن يُعرِب القرآن لا سيما الفاتحة وقصار السور؛ لأنه يُطبِّق ما درسه من العلوم النظرية في العربية على كتاب الله، فيجمع بين إتقان اللغة -لا سيما النحو والصرف وما أشبه ذلك من فروعها- وبين فهم القرآن؛ لأن معرفة الإعراب يُعين على فهم المعنى، ولذا بعض العلماء أظن (شرح شذور الذهب) في آخره إعراب لقصار السور، وأحسن في ذلك، فإذا أنهى طالب العلم متنًا في العربية كـ(الآجرومية) بشروحها، أو (القطر) مع شرحه، أو أي متنٍ مناسب لطالب العلم يُطبِّق عليه بإعراب الفاتحة والمعوذتين، ويُقابل إعرابَه بكتب إعراب القرآن التي ذكرنا منها ما ذكرنا، فإذا وجدها مطابقة يحمد الله على أنه أتقن، وإذا وجد فيها نوعَ اختلاف صحَّح، وبهذا التصحيح يَثْبُت ما قرأه نظريًّا وعمليًّا، والله أعلم.