الحكمة من إدخال آية {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب} بين آيات أحكام الصيام

السؤال
يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]، ما الحكمة من إدخال هذه الآية بين آيات أحكام الصيام؟
الجواب

ذكر المفسرون أن ذِكر هذه الآية الباعثة على الدعاء متخلِّلةً في أحكام الصيام إرشادٌ إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فِطر كما روى الإمام أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-، قال: سمعت رسول الله –صلى الله عليه وسلم– يقول: «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله وولده ودعا [2376]. وروى ابن ماجه في سننه من حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إن للصائم عند فطره لدعوة ما تُرد»، قال عبد الله بن أبي مليكة: سمعتُ عبد الله بن عمروٍ يقول إذا أفطر: "اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي" [1753]. وفي (مسند الإمام أحمد) [9743]، و(الترمذي) [3598]، و(ابن ماجه) [1752] من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنَّك ولو بعد حين».

 فكون الدعاء يُحَث ويُحَض عليه في أثناء آيات الصيام فلا شك أن الارتباط وثيق بين الصيام والدعاء، فالصائم قريبٌ من ربه، فعليه أن يُكثر من الدعاء، كما جاء في هذه الآثار التي بمجموعها تدل أن لها أصلًا، وأن الصائم -مطلقًا في رمضان وغيره- له دعوةٌ مستجابة، سواء كان عند فطره كما جاء في بعض الروايات، أو في جميع أوقات الصيام، والله أعلم.