تعلُّم السحر

السؤال
هل يجوز تعلُّم السحر؟ وما الدليل من الكتاب والسنة؟
الجواب

في قوله -جل علا-: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ}، وفيه: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر} [البقرة: 102]، وحينئذٍ لا يجوز تعلم السحر؛ لأنه قد يجر صاحبه إلى فعلِه، وفعلُه كفر {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُر}، فتعلمه حرام، وإن قال بعضهم: إن مَن يتعلمه ليتقيه ويُكفى شره يجوز له، لكن هذه حجة باطلة وعليلة؛ لأن الإنسان يُعرِّض نفسه إلى أمر عظيم، وهو الكفر، فالسحر شأنه عظيم، وخطره كبير، فكونه يقول: أتعلمه من باب: تعلمتُ الشرَّ لا للشر ولكن لأتقيه، فالأمة من صدرها الأول إلى يومنا هذا بل إلى قيام الساعة جماهيرهم لا تعرف السحر، ولا تعلموه، ولا وقعوا فيه. وعلى الإنسان أن يتعلم العلم الشرعي من الكتاب والسنة، ويستمسك بأقوال الأئمة المحققين، ويعرف ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن السحر وأهله؛ ليتقيه، لا أن يتعلمه، فتعلُّمه لا شك أنه يُقرِّب من معلميه وهم الشياطين، فيقع الإنسان فيه بعد أن تعلمه بحجة أنه يتقيه، فالبعد عنه كل البعد هو الوقاية منه ومن أهله. وعليه -أي: السائل- أن يبذل الأسباب في الاتقاء من السحر، وجاءت نصوص في الوقاية من السحر كتعلم سورة البقرة وأنها «لا تستطيعها البطلة» [مسلم: 804] أي: السحرة، وكذلك التصبُّح بسبع تمرات «مَن تصبح سبع تمراتٍ عجوة، لم يضره ذلك اليوم سمٌّ ولا سحرٌ» [البخاري: 5445]، ويُكثر من ذكر الله والالتجاء إليه والدعاء بأن يعصمه من الشياطين وسحرهم، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُعوِّذ الحسن والحسين بقوله: «أُعيذكما بكلمات الله التامَّة من كل شيطانٍ وهامَّة» [البخاري: 3371 / وأبو داود: 4737]، وهكذا، وبهذا يعيذه الله من شرهم وشركهم.