ملازمة العلماء وأثرها في الرسوخ، وكيفية ملازمة المرأة للعلماء

السؤال
هل الرسوخ في العلم يلزم منه ملازمة العالم الرباني؟ وكيف للمرأة بملازمة العلماء حتى تستفيد وتُفيد غيرها؟
الجواب

لا شك أن العلم إنما يُؤخذ عن أهله المعروفين به من أهل العلم والعمل، فملازمة أهل العلم لا شك أنها أعظم وسائل التحصيل، أعني: أهل العلم وأهل النصح لطلابهم، وإلَّا يوجد من أهل العلم مَن إذا أردتَ أن تقرأ عليه نظر في مصلحته هو لا في مصلحتك، فينظر إلى كتاب يحتاجه هو، فيقول: أحضر الكتاب الفلاني، هذا ليس من النصح لطالب العلم، إنما تأمر الطالب بما يحتاجه هو، فتنظر إلى مستواه، وتنظر إلى حاجته، وتنظر إلى النقص في تحصيله، فتحاول التسديد لهذا النقص.

يقول: (كيف للمرأة بملازمة العلماء حتى تستفيد وتُفيد غيرها؟)، المرأة أولًا مأمورة بالقرار في البيت، {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33]، ومأمورة أيضًا بطلب العلم، والنساء شقائق الرجال، فإذا وُجدتْ وسيلة تُحقِّق الأمرين دون تعارض فلتلزمها، والحمد لله يوجد الآن من خلال الآلات وسائل تُحقِّق طلب العلم بما يَقرُب من الحضور عند الشيوخ، وإذا كان التحصيل بواسطة الإنترنت فإن سؤال الغائب يُعرض قبل سؤال الحاضر في الغالب، فنحن يأتينا يوميًّا أسئلة من شرق الأرض وغربها: يأتينا من كندا، ويأتينا من أستراليا، وما بين ذلك، في آن واحدٍ، ويُجاب عليها ويُحرَص عليها أكثر من أسئلة الحضور، وهذه أسئلة بين يديَّ من سائر أصقاع الدنيا: من ليبيا، ومن فلسطين، ومن الجزائر، ومن الإمارات، ومن المغرب، ومن هولندا...، ويأتينا أحيانًا من جُزرٍ نبحث عنها في معاجم البلدان القديمة والجديدة ولا توجد! مما يدل على أن هذا العلم وصل إلى كل صقع من أصقاع الأرض، فإذا هي سمعَتِ الدرس بواسطة هذه الآلة، علمًا بأن هذه الآلة ذات حدين، فيها الشر المستطير، وفيها الخير الذي أفاد منه كثير من طلاب وطالبات العلم، فإذا حضرَتِ الدرس بواسطة الإنترنت، وأيضًا استعملَتِ الأشرطة في شروح المشايخ على المتون، وفرَّغتْ هذه الأشرطة، وسألتْ عما يُشكل عليها بواسطة الهاتف أو بغيره، استفادتْ فائدة كبرى.