مدى انطباق حديث «للعامل أجر خمسين» على زماننا هذا

السؤال
هل الزمن الذي نحن فيه زمن أجر خمسين صحابي؟
الجواب

جاء في الحديث في السنن أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «إنَّ من ورائِكم أيامَ الصبر، الصبرُ فيهنَّ مثلُ قبضٍ على الجمر، للعامل فيهنَّ مثلُ أجر خمسين»، قيل: يا رسول الله أجر خمسين رجلًا منَّا أو منهم. قال: «بل أجر خمسين رجلًا منكم» [أبو داود: 4341 / والترمذي: 3058]، والحديث حسَّنه ابن القيم -رحمه الله- وغيره، وهو قابل للتحسين، ولا شك أن العوائق والصوارف عن العمل والمشغلات والملهيات في زمننا كثيرة، لكنه لم يأتِ الزمن الذي يُصرف فيه الإنسان قهرًا عن عمله، نعم وُجد ما يعوق الإنسان عن عمله، ثم هو مع ذلك يعمله بطريقةٍ مجزئةٍ شرعًا من غير مُعين له على هذا العمل. ومع ذلك -الحمد لله- الخير موجود، وتجد مَن يُعينك على الخير، وفضل الله واسع.

وكون العامل في آخر الزمان له أجر خمسين من الصحابة -رضي الله عنهم- لا يعني أنه يأتي في آخر الزمان -ولو كان أفضل الناس في ذاك الوقت- أفضل مِن أقلِّ الصحابة شأنًا، فإذا نظرنا إلى العمل: صدقة أفضل من صدقةِ خمسين صحابي، وصلاة أفضل من صلاةِ خمسين صحابي، وهكذا في سائر العبادات، لكن شرف الصحبة وفضل الصحبة لا يمكن أن يناله مَن لم يرَ النبي -عليه الصلاة والسلام- مؤمنًا به مهما بلغتْ أعماله، «فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [البخاري: 3673]، وذلك بسبب شرف الصحبة.