المحاسبة على حديث النفس إذا كان بصوتٍ مرتفع

السؤال
هل يُحاسب الإنسان على حديث النفس إذا كان بمفرده وبصوتٍ مرتفع؟
الجواب

الأصل أن حديث النفس معفوٌّ عنه، ما لم يتكلَّم، فإذا تكلَّم فإنه يُؤاخَذ على ذلك، سواء كان بمفرده أو عنده أحد.

وحديث النفس مرتبة من مراتب القصد التي أولها: الهاجس، ثم الخاطر، ثم حديث النفس، ثم الهم، ثم العزم.

والهاجس، والخاطر، وحديث النفس، لا مؤاخذة فيها، فإذا تجاوز الله -جل وعلا- عن حديث النفس، فالهاجس والخاطر من باب أولى. يبقى الهم، فمجرد الهم الأصل أنه لا مؤاخذة عليه، فإذا هم بسيئة فلم يعملها، لم تُكتب عليه، لكن إذا هم بحسنة، أو كان همُّه بالسيئة في بيت الله الحرام، {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: ٢٥]، يعني: مجرد الإرادة، والإرادة هي الهم، فإن ذلك يُكتب. والعزم مؤاخَذ عليه، «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: «إنه كان حريصًا على قتل صاحبه» [البخاري: 31]، فهو عازم على قتله، فيُؤاخَذ على ذلك، يقول الناظم:

مَرَاتِبُ القَصْدِ خَمْسٌ: هَاجِسٌ ذَكَرُوا،
 

 

فَخَاطِرٌ، فَحِديثُ النَّفْسِ فَاسْتَمِعَا
 

يَلِيهِ هَمٌّ، فَعَزْمٌ، كُلُّهَا رُفِعَتْ
 

 

إلا الأَخِير فَفِيهِ الإثمُ قَد وَقَعا