الدعاء بـ(اللهم يا مَن لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون)

السؤال
هل هذا الدعاء جائز أم لا: (اللهم يا مَن لا تراه العيون، ولا تخالطه الظنون، ولا يصفه الواصفون)؟
الجواب

 (اللهم يا مَن لا تراه العيون)، إن كان قصده في الدنيا فكلامه صحيح، فلن يرى الله أحد حتى يموت، وجاء في قوله -جل وعلا-: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] يعني: في الدنيا، أما في الآخرة فالمؤمنون يرون ربهم.

(ولا تخالطه الظنون)، كيف لا تخالطه الظنون؟ يعني: كما قال الطحاوي: (لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام).

(ولا يصفه الواصفون)، كيف لا يصفه الواصفون؟ الواصفون ممن يؤمن بما جاء عن الله -سبحانه وتعالى- وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أسماء وصفات، يصفونه بها، فالواصفون يصفونه بما جاء عنه تعالى في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فهو موصوف بما ثبت عنه من الصفات، فهذا الكلام ليس بصحيح.

وإن كان المراد بـ(لا يصفه) أي: لا يعلم حقيقته وكُنْه صفاته، بمعنى: يصفه بحيث كأنه يراه، فنعم؛ لأنه لا يُدرِك حقيقة هذه الصفة وكُنْه هذه الصفة وكيفية هذه الصفة أحد، إنما يوصف بأنه سميع، عليم، بصير، له يد، وله عين...إلى آخر الصفات. المقصود أن ما ثبت عن الله سبحانه، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- من أسماء وصفات، يجب الإيمان به، وإثباته لله -عز وجل-، وإن لم نُدرك الكيفية.