الاستدلال على صفة اليد لله -سبحانه وتعالى- بقوله: {تبارك الذي بيده الملك}

السؤال
هل يصح الاستدلال على صفة اليد لله -سبحانه وتعالى- بقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك: 1]؟
الجواب

صفة اليد واليدين من الصفات الثابتة لله -جل وعلا- كما قال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]، وهذه نَصٌّ في الصفة على ما يليق بجلاله وعظمته، وهناك من النصوص ما تُذكر فيه الصفة لا على أنها صفة، فلا تكون من آيات الصفات، فقوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} [الذاريات: 47] {بِأَيْدٍ} يعني بقوة، وهي تختلف عن قوله تعالى: {مَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75]. المقصود أن صفة اليد ثابتة ومجمع عليها بين سلف الأمة وأئمتها، فهي من الصفات الثابتة لله -جل وعلا- بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، لا ينكرها إلا الجهمية، أما بالنسبة لأهل السنة قاطبة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم كلهم يثبتون صفة اليد لله -جل وعلا-. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقسم كثيرًا فيقول: «والذي نفسي بيده» [البخاري: 6629]، وفيه إثبات صفة اليد لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، وبعضُ من يَفر من إثبات الصفة يقول: (روحي في تصرفه)، وهذا من حيث المعنى صحيح، فلا يوجد روح إلا وهي في تصرف الله -جل وعلا-، لكن إذا كان القصد من ذلك الفرار من إثبات الصفة فهذا فيه موافقة للجهمية، وإن كان مَن أطلق ذلك ممن يُثبت صفة اليد لله -جل وعلا- وفسَّرها باللازم فقال به جمع من أهل العلم، والأصل إثبات الصفة، والإشكال فيمن لا يُثبت الصفة، فيفر من إثباتها بقوله: (روحي في تصرفه)، كسائر الصفات التي يفسرونها باللازم مِن قِبل مَن لا يثبت الصفات، هذا هو المحظور، وهذا هو الإشكال، أما من يُثبت الصفة ومعروفٌ مذهبه في ذلك، ويُثبته في مواضعه، ثم يجري على لسانه (روحي في تصرفه) فهو تفسير باللازم، ولا يوجد روح ليست في تصرف الله -جل وعلا-، ومع ذلك إثبات الصفة لا بد منه، ونفيها هو قول الجهمية والمعتزلة وطوائف البدع.