الدعاء بقول: (اللهم أرنا في الأمريكان يومًا أسودَ)

السؤال
بعض الأئمة يدعو ويقول: (اللهم أرنا في الأمريكان يومًا أسودَ)، أو غير الأمريكان، والسؤال له جانبان:
الجانب الأول: هل يجوز التخصيص بالأمريكان -مثلًا-.
والجانب الثاني: في تسمية اليوم بالأسود؛ بناءً على أنه أسود في حقِّهم، فما رأي فضيلتكم؟
الجواب

 على كل حال لو عمَّم وقال: (اليهود والنصارى)، فلا بأس، وجاء في (الموطأ) عن الأعرج -رحمه الله-: "ما أدركتُ الناس إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان" [1/115]، يعني: الصحابة -رضي الله عنهم-، ثم يأتي مَن يأتي ويقول: (إن هذا اعتداء في الدعاء؛ لأن هذا يُخالف الإرادة الكونية)! نقول: هذا ليس باعتداء، والله -جل وعلا- عنده ما عنده، وما قدَّره لا بد أن يمضي، والنبي -عليه الصلاة والسلام- دعا على قبائل منهم مَن أسلم، أي: من هذه القبائل.

وهذا يُذكِّرنا بقول مَن يقول: (إنه لا يجوز الدعاء للمسلمين كافة، وإن هذا اعتداء في الدعاء)، وهذا قيل من أهل العلم، ليس من المعاصرين، بل قيل قديمًا، بزعم أن هذا فيه مخالفة للقدر؛ لأن من المسلمين مَن سيدخل النار، وأنت تدعو أن الله يهديهم فلا يدخلون النار، فهذا تعارض في القدر! وهذا هو نفس الكلام في مسألتنا، والكلام فيها -أي: عدم تعميم اليهود والنصارى- يُطرح بقوَّة الآن؛ لأجل عدم الإحراج.

أما اليوم الأسود فهو مثل: أيام نحسات، فلا بأس -إن شاء الله تعالى-.