ذم الآخرين بحجة أنهم لا يطلبون العلم

السؤال
ما قولكم فيمن يذم الآخرين بحجة أنهم لا يطلبون العلم؟
الجواب

طالب العلم ينبغي أن ينظر إلى نفسه بعين الازدراء، وأنه لا يزال طالب علمٍ مبتدئًا، وليجزم أنه كلما تقدَّمتْ به السن، وازداد تحصيله من العلم، زادت معرفته لنفسه، وحينئذٍ ينظر إلى الناس بما يليق بهم من متعلمين ومن عوام، وقد أُمرنا أن نُنزِّل الناس منازلهم، لكن لا يعني هذا أننا نزدري الآخرين، فلان لا يطلب العلم!

ونشاهد بعض الناس يجلس في بيت الله -جل وعلا- في المسجد، ثم بعد ذلك عينه إلى الآخرين، فلان لماذا لا يقرأ؟ وفلان لماذا يتكلَّم فيما لا يعنيه، وفلان يُتبِعه نظره حتى يخرج من المسجد، ما معنى هذا يا أخي؟! لو أن الإنسان انشغل بعيوبه، وترك عيوب الناس، نعم لا يمنع هذا من أن يُسدي النصح لإخوانه، ويمحضهم النصيحة، والذي لا يقرأ يقول له: (يا أخي استغل وقتك، واحرص على ما ينفعك)، لكن عليه أن يُنزِّل الناس منازلهم، ويعرف قدر نفسه، وأنه مهما أوتي من العلم والعمل، فإنه لا يزال في البداية، وأنه طالب علمٍ في حكم المبتدي، وأن الإنسان ضعيف، وأنه ظلوم جهول، ومهما بلغ من العلم والإحاطة به والاطلاع والفهم والحفظ، لن يخرج عن قوله -جل وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85].