الأعمال الصالحة التي تجعلنا نَرِد حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-

السؤال
بالضبط يا شيخ، ما الأعمال الصالحة التي تجعلنا نَرِد على حوض النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
الجواب

الأعمال الصالحة هي جميع ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- وأَمر به، سواء كان من فعله فيُقتدى به، أو كان من قوله فيُمتثل أمره، وأيضًا يُنظر إلى ما نَهى عنه وحذَّر منه فيُجتنب، وهنا تتحقَّق التقوى التي هي خير الزاد الموصِل إلى دار القرار، {وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]، والتقوى: امتثال المأمورات واجتناب المحظورات، هذه حقيقة التقوى، فمَن امتثل ما أُمر به، واجتنب ما نُهي عنه فهو المتَّقي، ومن أجل التقوى شُرعت العبادات، والله -جل وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، فالثمرة العظمى من الصيام ليست تعذيب النفس بالجوع والعطش، وإنما تحصيل التقوى.

ويقول الله -جل وعلا- بالنسبة للحج: {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203]، فهذه العبادات إنما تُفعل ابتغاء مرضاة الله -جل وعلا- وتقواه، والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين من سائر الأمم، فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- بفعل جميع ما أُمر به، والكف والانتهاء عن جميع ما نُهي عنه، وبهذا يصل؛ لأن التقوى هي الزاد الموصِل إلى دار القرار، مرورًا بهذا الحوض الذي مَن شرب منه لم يظمأ أبدًا [البخاري: 6579].

أما بالنسبة لمن يترك الواجبات، ويرتكب ما حرَّم الله عليه، فإن هذا على خطر؛ لأنه لم يُحقِّق الهدف الذي من أجله خُلق، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فالذي يعصي الله -جل وعلا- ولا يأْتمر بما أَمره به، فهذا ما حقَّق الهدف، بل لا بد من تحقيق ما خُلق من أجله، وهو تحقيق العبودية.