السؤال
هل لأهل السنة قولان في مسألة الإيمان والعمل، فمنهم مَن قال: (إن تارك العمل لم يكفر، بل هو مؤمن ناقص إيمانه، وإن الأعمال شرط كمال للإيمان)، هل هذا صحيح؟ وهل مَن قال: (هذا قول المرجئة) مصيب؟
الجواب
العمل في حدِّ الإيمان وفي تعريفه عند سلف الأمة كالقول والاعتقاد، ولذا قول أهل السنة قاطبة أن العمل شرطُ صحة، والمراد به جنس العمل، لا مفرداته كما تقول المعتزلة، فجنس العمل شرط، فلو أن شخصًا تمكَّن من العمل، وعاش ولم يعمل خيرًا قط، فهذا قوله بأنه مؤمنٌ دعوى لا دليل عليها.
وفي مقابَلة للشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- مع مجلة البيان سألوه عمَّن يقول: (إن الأعمال شرط كمال)، فقال: (هذا قول المرجئة)، وإذا نظرنا إلى العبارة فهي ليست صحيحة من الأصل، فكيف نقول: (شرط)؟ ما معنى الشرط؟ وهل يصح المشروط بدون الشرط؟! فهل تصح الصلاة بدون طهارة؟! وكيف نقول: (كمال)؟ والكمال دون الواجب، وإنما هو مُكمِّل وزائد على القدر الواجب، فكوننا نقول: (شرط) ونقول: (كمال)، هذا تناقض في العبارة، والله أعلم.