إدراك العلم عند البدء في طلبه في سنِّ الثلاثين

السؤال
مَن كان له شأن في هذه الأمة من أهل العلم تجده طَلَب العلم في الصِّغر، فكيف بنا ونحن نطلب العلم وقد بلغتْ أعمارنا ثلاثين عامًا: هل نستطيع إدراك شيء؟
الجواب

لا حدَّ للسنِّ في بداية الطلب ولا نهايته، فإذا وُفِّق الإنسان لطلب العلم في الصِّغر، ووجد مَن يأخذ بيده من أول الطريق؛ فلا شك أن هذا أفضل، لكن الشخص الذي مضى عليه العمر حتى تخرَّج في الجامعة، وتوظَّف، ثم انتبه، ورأى أن العلم أفضل مطلوب، وأفضل ما يُتنفَّل به ويُتعبَّد به بعد الفرائض، فلا يوجد ما يمنع، ويدخل في حديث: «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [مسلم: 2699]. ووُجد في أهل العلم مَن طلب العلم بعد الخمسين، بل قالوا في ترجمة صالح بن كيسان -رحمه الله-: إنه طلب العلم بعد التسعين. فلا يأس.

المقصود أن على الإنسان إذا أراد طلب العلم أن يُخلص لله -جلَّ وعلا-، ويُحسن القصد والنيَّة، ويستعين بالله -جلَّ وعلا-، ثم بمن يرشده إلى أقرب طريق.