موقف الشرع من الشِّعر إذا سُخِّر في الذبِّ عن الدِّين والدعوة إلى الله

السؤال
لدي موهبة الشِّعر -ولله الحمد-، وقد وفَّقني الله في تسخيرها في الذبِّ عن الدِّين، والدعوة، والأمر بالمعروف، لكنَّ في نفسي شيئًا من التعمُّق في دراسته، والإكثار من حفظه، فما موقف الشرع من الشِّعر في هذه الحالة؟
الجواب

الشِّعر كلام -كما يقول أهل العلم- حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وإذا سُخِّر في الذبِّ عن الدِّين، والدعوة، والأمر بالمعروف؛ فهذا كحال حسان بن ثابت -رضي الله عنه- شاعر النبي -عليه الصلاة والسلام-، كان يذبُّ عنه بين يديه، ويُنشِد بين يديه، ولا يُنكِر عليه، ولا شك أن العلماء -أيضًا- تتابعوا على نظم العلوم، وهذا -أيضًا- فيه نفع عظيم، وتتابعوا -أيضًا- على نظم الوعظ والرقائق من قصائد الزُّهديَّات، ونفع الله بها نفعًا عظيمًا، لكن ينبغي ألا يكون الشِّعر على حساب النصوص، فلا يكون الشِّعر على حساب القرآن والسُّنَّة، وجاء في ذمِّه في الحديث الصحيح في (البخاري) وغيره: «لأَن يَمتلئ جوفُ أحدكم قَيْحًا خير له من أن يَمتلئ شِعرًا» [البخاري: 6154]، يعني: يمتلئ شِعرًا بحيث لا يستوعب شيئًا آخر، فإذا امتلأ بالشِّعر؛ ما كان للكتاب والسُّنَّة نصيب، أما إذا كان نصيبه من الكتاب والسُّنَّة، وأقوال أهل العلم، وما يُعين على فهم الكتاب والسُّنَّة وافرًا؛ فلا مانع أبدًا، بل يُطلب منه أن يَقرض الشِّعر؛ ليذبَّ به عن الدِّين، ويدعو به إلى الله -جلَّ وعلا-، ويُسهِم به في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وينظم العلوم -أيضًا- على ما جاء عن علماء هذه الأُمَّة.