سئل النبي –صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الحج فقال: «العج والثج» [البخاري: 827]، والعج: رفع الصوت بالتلبية، والثج: إراقة دماء الهدي. فهل يقال: أفضل أعمال الحج على الإطلاق، حتى من الوقوف بعرفة ومن طواف الإفاضة؟ نقول: ليس على إطلاقها؛ لكن لما كان الناس بصدد أن يتساهلوا في هذين الأمرين، وتجد كثير من الناس قد يتكاسل ولا يكلف نفسه في التلبية، ولا يلبي إلا شيئًا يسيرًا. ومنهم من يقول: أحج مفردًا لئلا يلزمني هدي، ولا أكلف نفسي. فمثل هذا إذا كان بصدد التساهل والترك فإنه يرفع من شأنه. وقيل عنه: أفضل؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كأنه لحظ على بعض الناس أنه تساهل في أمر التلبية، أو تساهل في أمر الهدي، فقال: «أفضل الحج العج والثج». وكثير من الناس محروم، لا يفتح فمه لينطق بالتلبية. والتلبية في هذا المقام وهو في طريقه أفضل حتى من قراءة القرآن.