قال النووي- رحمه الله- عن كتابه الأربعين : ومن العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين، وبعضهم في الفروع، وبعضهم في الجهاد، وبعضهم في الزهد، وبعضهم في الآداب، وبعضهم في الخطب، وكلها مقاصد صالحة، وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله، وهي أربعون حديثا مشتملة على جميع ذلك، وكل حديث منها: قاعدة عظيمة من قواعد الدين.
وقد وصفه العلماء بأن مدار الإسلام عليه، وهو نصف الإسلام، أو ثلثه، ونحو ذلك، وألتزم فيه أن تكون صحيحة، معظمها من صحيح البخاري ومسلم، محذوفة الأسانيد، وقد اعتنى العلماء بشرحه، وحفظه، فمن أهم شروحه:
1- شرح الإمام الحافظ، زين الدين عبد الرحمن بن أحمد، المعروف: بابن رجب البغدادي، الحنبلي، المتوفى: سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وهو شرح كبير، واسمه: (جامع العلوم والحكم، في شرح أربعين حديثا من جوامع الكلم).
2- شرح نجم الدين: سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي المتوفى سنة عشر.
3- شرح: الشيخ، سراج الدين عمر بن علي بن الملقن الشافعي، المتوفى: سنة أربع وثمانمائة.
وتخريجه: للإمام، شهاب الدين: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفى: سنة 852. خرجه بالأسانيد العالية.
----------------------
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة (1 / 1) فما بعدها.
يحيى بن شرف بن مري النَّوَوِيّ، الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا ، محرر المذهب ومهذبه وضابطه ومرتبه، أحد العباد والعلماء الزهاد، ولد النَّوَوِيّ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة بنوى، كَانَ يحيى رَحمَه الله شديد المتابعة لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة، لا يصرف سَاعَة فِي غير طَاعَة، هَذَا مَعَ التفنن فِي أَصْنَاف الْعُلُوم فقها ومتون أَحَادِيث وَأَسْمَاء رجال ولغة وَغير ذَلِك، وقد انتفع بتصانيفه وتعاليقه أهل المذهب، منها: كتاب الروضة اختصر فيها شرح الرافعي وزاد فيها تصحيحات واختيارات حسان، وشرح ربع المهذب بكتابه المجموع سلك فيه طريقة وسطة حسنة مهذبة سهلة جامعة لأشتات الفضائل، وعيون المسائل، ومجامع الدلائل، ومذاهب العلماء، ومفردات الفقهاء وتحرير الألفاظ، ومسالك الأئمة الحفاظ، وبيان صحة الحديث من سقمه، ومشهوره من مكتمله، ومن ذلك: شرح مسلم، جمع فيه مشروحات من تقدم من المغاربة وغيرهم، وزاد فيه ونقص، وكتاب تهذيب الأسماء واللغات، وكتاب المنهاج في الفقه اختصر فيه المحرر وزاد فيه ونقص، وكتاب الإرشاد، وكتاب التقريب والتيسير، وغيرها. وقد ولي الشيخ محيي الدين مشيخة دار الحديث الأشرفية بعد الشيخ شهاب الدين أبي شامة سنة خمس وستين إلى أن توفي، ولم يتناول من معلومها فلسًا، توفي ليلة أربع وعشرين من رجب سنة ست وسبعين وست مائة، ودفن بنوى، وصلي عليه بدمشق يوم الجمعة رحمه الله، ورثاه غير واحد من الشعراء بِمَرَاثٍ جَمَّةٍ.
----------------------
ينظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، (8/395) فما بعدها، وطبقات الشافعيين لابن كثير، (1/909) فما بعدها.