لا شك أن المدارسة لكتاب الله -جل وعلا- في ليالي رمضان مشروعة، وفيها فضل عظيم ونفع كبير، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان جبريل يدارسه القرآن في ليالي رمضان ويعارضه به في كل سنة مرة، وفي العام الذي مات فيه -عليه الصلاة والسلام- عارضه به مرتين، فإذا كان من نوع المدارسة والمذاكرة والاستعانة على فهم كلام الله -جل وعلا- ويُقتصر على هذا مما يعين على فهمه وتدبره فلا شك أن هذا أفضل من مجرد الانقطاع للتلاوة، بحيث لا يعوقه عن كثرة المتلوِّ، فلا ينشغلوا بمطولات التفسير ويقرؤوا في (الطبري) أو في (القرطبي) أو في (الألوسي) أو في غيرها من المطولات وتنتهي ليالي رمضان وهم لم ينتهوا من جزء أو جزأين، هذا لا يصلح، بل عليهم أن يقرؤوا في كتاب من المختصرات، أو يكتفوا بكتب غريب القرآن بحيث يعينهم على الفهم ولا يعوقهم عن المتلوِّ.
والمختصرات مثل: (تفسير الجلالين) على ما فيه من ملاحظات وهو نافع جدًّا في هذا الباب، ومثل: تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي على أنَّ فيه شيئًا من الطول، لكن يبقى أنه نافع، ومثل: تفسير الشيخ فيصل بن مبارك (توفيق الرحمن لدروس القرآن)، هذا مختصر، ومرتَّب ومقسَّم على عدد أيام السنة.