نعم، لا شك في وجوب تغطية الوجه، والأدلة على ذلك من صحيح السنة كثيرة جدًّا، وفي (صحيح البخاري) في قصة الإفك تقول عائشة -رضي الله عنها-: «وكان يراني قبل الحجاب» [2661]، بل صرَّحتْ بأنها لما سمعت استرجاع صفوان -رضي الله عنه- خمَّرتْ وجهها، ولو كانت حاسرة أو كاشفة عن وجهها ورآها، لعرفها قبل الحجاب وبعده، ولو كان كشف الوجه غير واجب، لَما غطَّتْه، ولَما كان لقولها: «كان يراني قبل الحجاب» فائدة، والنساء معه -عليه الصلاة والسلام- في حجَّته جاء عنهنَّ في ذلك حديث أسماء وحديث أختها عائشة -رضي الله عنهما- أنهنَّ كنَّ يكشفنَ وجوههنَّ، ثم إذا حاذاهنَّ الركبان من الرجال الأجانب سدلتْ إحداهنَّ جلبابها على وجهها [أبو داود: 1833] [المعجم الكبير للطبراني: 608]، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا لا يتسع لها الوقت.
ويقول: (أنا متحيِّر بعدما قرأتُ كتب الشيخ الألباني -رحمه الله-، وبخاصة "الرد المفحم". وهل الأمر المستحب يكون واجبًا على المرأة عندما يأمرها زوجها، أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-؟)، على كل حال لا يختلف أهل العلم أنه إذا كان كشف الوجه مثارَ فتنة للرجال، أو مثارَ فتنة للمرأة نفسها، أنه محرَّم، ويُجمعون على التحريم، ومثلما ذكرنا، المرجَّح هو القول بوجوب تغطية الوجه، وأدلته كثيرة معروفة في مظانها.