العلاقة بين الكسوف والزنا

السؤال
ورد في حديث الكسوف وعيد لأهل الزنا ولم تُذكر كبائر وذنوب أخرى، فهل هناك علاقة بين الكسوف والزنا؟
الجواب

قد حدث الكسوف في عهده -عليه الصلاة والسلام-، انكسفت الشمس فصلى بالناس ركعتين في كل ركعة ركوعان وسجدتان، أطال فيهما القراءة والركوع والسجود على ما جاء في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- وغيره في الصحيحين [البخاري: 1052 / ومسلم: 907]، ثم بعد أن سلَّم قال بعد سلامه في موعظة اعتبرها بعض أهل العلم خطبة، وبعضهم لم يعتبرها، فقال بمشروعية الخطبة جمعٌ من أهل العلم بناءً على ذلك، ومنهم من يقول: إنها موعظة من أجل هذا الحدث، فيُستحب تذكير الناس بعد الصلاة، ولو لم تكن خطبة بمراسمها من صعود المنبر والبداءة بما تُبدأ به الخطبة وغير ذلك مما يُطلَب لخطبة الجمعة أو العيد أو ما أشبه ذلك من الخُطَب، ولكنها موعظة ذكَّر فيها الناس، ومما جاء في هذه الموعظة أن ذَكَر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الله -جل وعلا- يغار أن يزني عبده أو تزني أمته [البخاري: 1044] -كما جاء في السؤال-، فنصَّ على ذلك؛ لأن الزنا من أعظم الفواحش ومن عظائم الأمور، وهو سبب لكثير من العقوبات، وما كثرت الفاحشة في قوم إلا ابتُلُوا بأمراض لم تكن فيمن قبلهم، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الظرف الذي تغيَّر فيه سير هذه الآية العظيمة فزع فزعًا شديدًا، وخرج يجر رداءه يظنها الساعة، فهذا التغيير ليس بالأمر السهل كما هو في حال كثير من الناس اليوم، لكنه أمر شديد، وقد يصاحبه أهوال، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله...يخوِّف بهما عباده» [البخاري: 1048]، ومن عظائم الأمور التي تقتضي سخط الرب وغضبه، ويترتَّب عليها العقوبات التي منها تغيُّر هذا المسار الذي قد يصاحبه وقد صاحبه في أزمان مختلفة خسف أحيانًا، وصاحبه غرق وفيضانات، فلا يظن الإنسان أن المسألة سهلة، وأنه حصل حجبٌ للشمس أو للقمر ثم يزول في وقت محدَّد -كما يُعلَن الآن- مما خفف وهوَّن شأن أمر الكسوف، خلافًا لما حصل منه -عليه الصلاة والسلام-، فالمسألة ليست بالسهلة، وسببها المعاصي والذنوب، وإن كانوا يقولون: (ظواهر طبيعية)، ويخفِّفون من شأنها، وأنها تحدث في الدقيقة والثانية كذا، وتنجلي في كذا، كل هذا لا يعني أن هذه الآية لم تتغير ولم يحصل لها ما يوجِب الخوف والوجل كما حصل للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ومن أسباب ذلك المعاصي والذنوب والجرائم، ومن أشهرها وأعظمها جريمة الزنا التي هي من أعظم الفواحش المقرونة بالشرك وقتل النفس، والله المستعان.