لزوم الحمامة للبيت بعد مداواتها والاعتناء بها فيه

السؤال
سقطتْ حمامة في حوش بيتنا وعليها آثار المرض ولا تستطيع الطيران، فوفَّرتُ لها الماء والحبوب، وبقيتْ عدة أيام حتى استعادتْ قوتها واستطاعت الطيران، لكنها لازمت البيت؛ لتعوِّدها عليه، حيث تطير وتعود إلى نفس الحوش، فهل في إبقائها عندي إثم، علمًا أنني لا أعرف صاحبها؟
الجواب

هذه الحمامة حكمها حكم اللقطة لا سيما إذا طردتَها ثم عادت، ثم طردتَها ثم عادت، فإن عرفت صاحبها في يوم من الأيام فقل: (حمامتك عندي)، ولو سألت عنها الجيران في المسجد أو ما أشبه ذلك وتقصَّيْتَ هذا إذا كانت مما تلتفت إليه همة أوساط الناس، من الحمام ذات الأقيام المرتفعة، وأما إذا كانت حمامة عاديَّة وطردتَها ثم عادت، ثم طردتَها كذلك -كما قلتَ- وكررتَ طردها ثم تعود، فإذا كانت لا تلتفت إليها همة أوساط الناس فهذه تُملك كاللقطة، وعلى كل حال أنت احرص على براءة ذمتك ولا تمتلكها من أول الأمر، ويوجد أنواع من الحمام الغالب أنه رخيص بالعشرة والعشرين، ومثل هذا ما تلتفت إليه همة أوساط الناس الآن، لكن هناك -ومع الأسف- ما يُبالَغ في قيمته، وبعضه فيما ذُكر يباع بالآلاف، فمثل هذا لا بد من تعريفه، مع أن مثل هذا التغالي في مثل هذه الطيور لا شك أنه من باب الإسراف والتبذير، فلا يجوز بحال؛ لأنها عرضة لأن تموت بسبب سهل، فكثيرًا ما تطير الحمامة ذات القيمة المرتفعة ثم تضربها المروحة الكهربائية التي تُدار في السقف وتموت، وقيمتها ألوف مؤلفة، وبعضها ذُكر بعشرات الآلاف، مثل هذا لا يجوز؛ لأنه إسراف وتبذير، وموت الحمام أسبابه كثيرة ومتيسِّرة، وكثيرًا ما يصبح الناس في شبابيك الحمام ويجدون بعضها ميت، وبعضها غرق في الماء، وبعضها حي...على كل حال مثل هذه المغالاة على المسلم أن يراجع نفسه، ولا يرتكب ما حرم الله عليه من السرف والتبذير بالأموال، والله المستعان.