نوم الإنسان ليلة سبع وعشرين بعد أن نوى أن يجتهد فيها في العبادة

السؤال
لو نوى الإنسان أن يجتهد في العبادة والدعاء وقراءة القرآن في ليلة سبع وعشرين بأكبر جهدٍ ممكن، ثم نام تلك الليلة ولم يستيقظ إلَّا الفجر، فهل يكون قد حُرِم أجرها، أو يجازيه الله بما نوى؟
الجواب

هذا الذي قصد الخير ونواه لكنه نام دونه لا يخلو:

- إما أن يكون قد فرَّط وتعب في نهاره مما أثَّر عليه في ليله تعبًا بحيث نام وترك هذه العبادات، أو يكون نام في أول الليل ولم يَكِل الإيقاظ لأحدٍ، ولم يبذل الأسباب ولم ينفِ الموانع، فمثل هذا لا شك أنه محروم.

- لكن مَن بذل الأسباب، ونفى الموانع، ثم غلبته عيناه...لكن مثل هذا لا يُتصوَّر مِن حريصٍ أنه ينام الليل كله، لا سيما في مثل هذه الليلة، مما يدل على أن عنده شيئًا من التفريط، فمثل هذا الحرمانُ عنده ظاهر.

فعلى الإنسان أن يحرص ويجتهد ويبذل الأسباب التي تعينه على قيام الليالي العشر؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- «إذا دخل العشر شدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله» [البخاري: 2024]، ولا مانع أن يستعين بالنوم في النهار بالقيلولة، ولا يفرِّط أيضًا بحيث يضيع جميع الوقت في النوم، حتى في النهار؛ لأنه شهر واحد، والتفريط فيه دليل على عدم الحرص والرغبة في الخير، فلْنُرِ ربَّنا من أنفسنا خيرًا، والله أعلم.