عجز المرأة الكبيرة في السن عن تعلم الفاتحة

السؤال
والدتي كبيرة في السن، تبلغ من العمر ثلاثة وثمانين سنةً -أطال الله في عمرها على طاعته-، وهي محافظة على الصلاة، إلَّا أنها لا تُجيد قراءة الفاتحة، وقد حاولتُ أكثر من مرة تلقينها دون جدوى، وأُحس أنها تتضايق عندما أطلب منها الترديد معي، فهل عليَّ وعليها شيءٌ في هذا؟
الجواب

لا شك أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، وفيها حديث عُبادة وغيره «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» [البخاري: 756]، لكن هذا مع القدرة على تعلمها وحفظها، ومع العجز عن حفظها تسقط ويُؤتى ببدلها من الأذكار بأن يقول -الذي لا يستطيع حفظ الفاتحة-: (سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله)؛ لحديثٍ ورد في ذلك «فإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا فاحمد الله وكبِّره وهلِّله، ثمَّ اركع» [أبو داود: 861 / والترمذي: 302].

وجاء رجلٌ إلى النبي –صلى الله عليه وسلم– فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئًا، فعلمني ما يُجزئني منه، قال: «قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله» [أبو داود: 832]، ومعلومٌ أن هذا مع العجز عن تعلُّمها وحفظها، ولا يُكلِّف الله نفسًا إلا وسعها.