الفطر في رمضان؛ لمشقة العمل في قطع أشجار الغابات، والقضاء في أيام الإجازة

السؤال
نعمل في قطع أشجار الغابات بأدوات يدويَّة، ولا يخفى عليكم الجهد الكبير في ذلك، بحيث أن ساعات العمل لا تتغير في رمضان عنها في غيره؛ لعدم اهتمام الشركة التي نعمل بها بموسم رمضان، حيث يرونه خاصًا بالمسلمين، ولكن لا يراعون مَن يعمل معهم من المسلمين، فهل يجوز لنا الفطر في رمضان مع القضاء في أيام الإجازة؟
الجواب

هذا فيه معارضة لما أوجب الله -جل وعلا- بأمور الدنيا، ولا يجوز أن يُعارَض الواجب الشرعي لا سيما في العبادات الكبرى التي هي أركان الإسلام لا يجوز أن تُعارض هذه الأمور بأمور الدنيا؛ لأن الخلق من الجن والإنس إنما خُلقوا للعبادة، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وأُمروا بالبحث عما يُقيم هذه العبادة من الدنيا {وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: 77]؛ تحقيقًا للغرض والهدف الأصلي الذي لا يقوم إلا بهذا، ولا يمكن أن يُعارض الهدف الأصلي بأهداف مُعِيْنة لهذا الهدف الأصلي، فالأصل أن يقوم الإنسان بعبادة ربه على مراد الله -جل وعلا- ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وإذا تعارض معها شيء من أمور الدنيا فإنه لا يجوز أن تُعارض به، ويُطرح ويُضرب به عرض الحائط، ويُترك لأوقاتٍ غير هذه الأوقات التي أوجب الله فيها العبادة، وحينئذٍ يلزم المسلم أن يوفِّق بين هذه الأمور، ولا يُعرِّض صيامه للبطلان، أو يأخذ إجازة في رمضان، ويتمِّم صيامه، وبعد ذلك يعود إلى عمله الدنيوي، فإن رضوا وإلا فيترك العمل، ومَن ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، والله أعلم.