كيفية فهم قول السلف: (انظروا عمَّن تأخذون دينكم)

السؤال
كيف نفهم قول السلف: (انظروا عمَّن تأخذون دينكم)، هل باعتبار الشخص بذاته ومنهجه وعقيدته، أم بشيخه وتزكيته؟
الجواب

على كل حال لا شك أن هذا العلم الشرعي الذي يُبتغى به وجه الله عبادة ودِين، فانظر عمَّن تأخذ دينك، فالعامي الذي لا يُحسِن الصلاة إذا وَجد شخصًا ظاهره الصلاح، وآخرَ لا تظهر عليه علامات الصلاح، فبمن يقتدي في صلاته؟ لا شك أنه يقتدي بمَن ظهر صلاحه؛ لأنه لنفسه ينشد الصلاح، فهو يقتدي بالصالحين. والآن العلم عبادة محضة مثل الصلاة، فأنت تأخذ هذا العلم عن أهله وحملته العاملين به ممن لديهم العلم والعمل، فالعلم لا يُؤخذ من أهل الفسق، ولا من أهل البدع، ولا من أهل المخالَفة لمنهج سلف هذه الأمة وأئمتها، ويُقصَد بذلك علم الوحيين الذي هو محلُّ النصوص الواردة في الحثِّ على العلم والتعليم، لكن هناك علوم مساندة من علوم الآلة كعلم العربية، أو علوم أخرى، يُحتاج إليها لا في متين العلم وصميمه، ولكن من مُلَحِه، وما يُعين على تحصيله، ولا يوجد مَن يُعلِّم هذا العلم إلا ممَّن عنده شيء من المخالفة، إما في علمه، أو في عمله، أو في اعتقاده، فاحتجنا إلى مَن يُعلِّم العربية -مثلًا- وما وجدنا إلا شخصًا متلبِّسًا ببدعة، وهذه البدعة لا أثر لها في هذا العلم، فقد يُتسامح في هذا، لكن لا يُؤخذ عنه صميم العلم الذي هو علم الوحيين بحال.