معنى عبارة (جرَّحه بأظافير الحكمة)

السؤال
ماذا يقصد المبتدعة بعبارة (جرَّحه بأظافير الحكمة) وذلك عن موسى -عليه الصلاة والسلام-؟
الجواب

يقصدون من هذا التأويل إنكار صفة الكلام لله -جل وعلا-؛ لأنهم يفسرون قول الله -جل وعلا-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٤]: جرَّحه بأظافير الحكمة، أخذًا من الكَلْم بمعنى الجرح، «ما من مكْلُوْم يُكْلَم في سبيل الله» [البخاري: 5533]، يعني ما من مجروح يُجرح في سبيل الله، وإن كان من معاني الكَلْم: الجرح، والتَّكْلِيْم: التجريح، إلا أنه معنى باطل بالنسبة لهذه الآية، فتفسير الآية بهذا التفسير (جرَّحه بأظافير الحكمة) لا شك أنه هروب من إثبات صفة الكلام التي ثبتت بها النصوص القطعية من كتاب الله -جل وعلا-، وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وأجمع على إثباتها أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين من سلف الأمة وأئمتها، فإنكاره لا شك أنه قول باطل.

وإذا فسرنا هذه الآية بـ(جرَّحه بأظافير الحكمة) فهل قوله تعالى: {كَلَّمَهُ رَبُّهُ} [الأعراف: 143] يعني: جرَّحه ربُّه؟! لا شك أن هذا معنى باطل، والجرح في لغة العرب إما أن يكون جرحًا معنويًّا أو جرحًا حسِّيًّا، فالجُرْح الحسِّي لا شك أنه بإسالة دم من الجسم، والجَرح _بالفتح_ المعنوي بالطعن فيه، فهل نقول: إنه أسال الدم من جسم موسى -عليه السلام-؟! أو طعن فيه؟! وكلاهما لا يمكن تصوُّره في حق موسى الكليم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم-، فالتفسير باطل؛ لأن المقصد منه الفرار من إثبات الصفة التي أثبتها الله -جل وعلا- لنفسه، وأثبتها له نبيه -عليه الصلاة والسلام-، ونعوذ بالله من الخذلان أن يصل الحد برجل عاقل يقرأ القرآن ويشهد أن لا إله إلا الله إلى أن يفسر كلامه بمثل هذا الكلام -والله المستعان-.