القول بتناسخ الأرواح وأن هذه الروح إذا خرجتْ من زيد صارت في عبيد، أو انتقلت إليه أو ما أشبه ذلك هذا قول إلحاديٌّ، وهو معروف عند مَن لا يتدين بدين الإسلام من البوذيين وغيرهم، وبعضِ الديانات الشرقية التي هي في حقيقتها إما دهرية أو شركية، فمثل هذا لا يقول به مسلم، ولا يسوغ ولا يحل، بل هو قول زندقةٍ وإلحادٍ المرادُ منه أن هذه الروح لا تُعذَّب، وأنها لا تنتهي وتفقد الحياة، إنما هي مجرد ما خرجتْ من فلان دخلتْ في فلان، فلا ثواب لها ولا عقاب عليها، وهذا يقولونه؛ فرارًا من القول بالبعث الذي هو أحد أركان الإيمان، ولذا تجد من يقول بهذا القول لا يكترث في أن يفعل من الجرائم والمنكرات والقتل والإفساد في الأرض ولو أدى إلى قتله؛ لأنه يقول: (إذا خرجتْ روحي من هذا الجسد ذهبتْ إلى غيره)، والله المستعان، فهذا مؤدَّى هذا القول، وهو قول زندقة وإلحاد لا يقوله إلا من لا يتدين بدين -نسأل الله العافية-. أما كونه إذا قُبضتْ روح وُلدتْ أخرى وكذلك العكس فلا شك أن الأموات على ما قدَّر الله لهم، لهم عددٌ كبير، والمواليد كُثر، لكن لا يلزم أن يكون هذا في مقابل هذا، قد يكون العدد أكثر في سنة من السنين بالنسبة للأموات بسبب الأوبئة والحروب، وقد يكون -وهو الكثير الغالب- أن المواليد أكثر من الوفيات، وليس هذا في مقابل هذا.