قراءة الروايات

السؤال
ما رأيك في قراءة الروايات؟
الجواب

هل في الوقت سعة للروايات؟ ثم بعد ذلك هل من تمييز بين الروايات المباحة والروايات المحرَّمة؟ فوقت مَن أعطى جهدَه للعلم لا يستوعب القرآن، وتعلُّم القرآن، والعمل بالقرآن، والصحابة -رضي الله عنهم- كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل، وذُكر عن عمر وابنه -رضي الله عنهما- أنهما مكثا في البقرة اثنتي عشرة سنة، أو ثماني سنين على رواية، المقصود أن الوقت ليس فيه ما يَفضُل عن العلم الأهم.

وَبِالْمُهِمِّ الْمُهِمِّ ابْدَأْ؛ لِتُدْرِكَهُ
 

 

وَقَدِّمِ النَّصَّ، والآرَاءَ فَاتَّهِمِ

 

 

على أن كثيرًا من الروايات يُدَس فيها السُمُّ، والطالب قد لا يُدرك المغزى، حتى ينتهي بشبهة تَعلق في قلبه لا يستطيع دفعها.

فعندك ما ألَّفه أهل العلم من الكتب التي هي الأصول في العلم، ثم بعد ذلك ما أُلِّف مما يُعدُّ كالاستجمام للذهن، من كتب التواريخ والأدب، التي فيها المتعة، وفيها الاستجمام، وفيها الاعتبار، وفيها الاتعاظ، فكتب التواريخ مهمة جدًّا، وفيها مطولات تحتاج إلى وقت طويل، ومع ذلك يستجم فيها الإنسان، وكتب الأدب -وأعني: الأدب العفيف، لا أقول: السخيف- يستجم بها طالب العلم، ويُفيد منها، ولو لم يكن من ذلك إلَّا أن يُفيد منها في ثروته اللغوية وتقويم لسانه.