معنى قول الله تعالى: {واترك البحر رهوًا إنهم جندٌ مغرقون}

السؤال
ما معنى قول الله –عزَّ وجلَّ- لنبيه موسى –عليه الصلاة والسلام-: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ} [الدخان: 24]؟
الجواب

{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} يعني: ساكنًا.

وقالوا في سبب ذلك: إن موسى –عليه السلام- لما عبر البحر هو وأصحابه أراد أن يضرب البحر؛ ليعود كما كان بحرًا ليكون حاجزًا بينه وبين فرعون وقومه، لكن الله –جلَّ وعلا- أمره أن يتركه على سكونه؛ لتتم الحِكمة الإلهية التي من جرَّائِها أُغرِق فرعون وقومه، فتركه ساكنًا يابسًا؛ حتى إذا تكامل فرعون وقومه فيه عاد كما كان فأُغرِقوا.

يقول الحافظ ابن كثير – رحمه الله-: (وقوله هاهنا: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ} وذلك أن موسى –عليه السلام- لما جاوز هو وبنو إسرائيل البحر أراد موسى أن يضربه بعصاه؛ حتى يعود كما كان ليصير حائلًا بينهم وبين فرعون فلا يصل إليهم، فأمره الله أن يتركه على حاله ساكنًا، وبشَّره بأنهم جندٌ مغرقون فيه -يعني: في البحر-، وأنه لا يخاف دركًا ولا يخشى)، موسى –عليه السلام- لما ضرب البحر بعصاه صار يابسًا، فلما عبره وهو يابس أراد أن يضربه بعصاه؛ ليعود بحرًا -ماءً-، فيحجز فرعون وقومه من الوصول إليهم، وإن بقوا على الحياة في بلادهم، لكن للحِكمة الإلهية أمره الله أن يتركه على حاله يابسًا؛ ليجرؤوا على عبوره ويركبوه، فلما ركبوه وتكاملوا فيه أُغرِقوا فيه، والله المستعان.