Rulings

ابن جرير -رحمه الله- يستعمل ألفاظ وتراكيب قد لا تفهم عند كثير من المتأخرين ويستعمل أحيانًا اصطلاحات لغوية ونحوية وصرفية غير مطروقة عند المتأخرين، والشيخ محمود شاكر -رحمه الله- في خدمته للتفسير أبان عن كثير من هذا وسهل عبارة الإمام ووضحها ولذا مصنفات المتقدمين قد يقرؤها طالب العلم ويظن أن ألفاظهم باعتبار أنها غير مطروقة فيها شيء من…

الناس مشتق من أي شيء؟ من ناسَ وإلا من أنِسَ؟

الرازي يقول: لا يجب في كل لفظ أن يكون مشتقا من شيء آخر وإلا لزم التسلسل. يعني إذا قلنا هذا اللفظ مشتق من كذا إذًا اللفظ المشتق منه مشتق من أي شيء وهكذا، وعلى هذا يقول: فلا حاجة إلى جعل لفظ الإنسان مشتقًا من شيء…

الفراغ من نعم الله -جل وعلا- على الإنسان، وكثير من الناس مغبون في هذه النعمة، بحيث تضيع أوقاته سدى ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))، فالعاقل الذي عرف حقيقة هذه الدنيا، وعرف حقيقة عمر الإنسان، وأنه دقائق وثوان تتصرم شيئًا فشيئًا إلى أن يقال: فلان مات، فماذا قدم…

في قولنا: "بسم الله الرحمن الرحيم" الاسم هل هو مشتق من السمو، وهو العلو، أو من السمة وهي العلامة؟ قولان مشهوران عند أهل العلم، قال بالأول البصريون، وبالثاني قال الكوفيون، وقول البصريين أصح؛ لأنه يقال في تصغير الاسم: سُمي، ويقال في جمعه: أسماء، والتصغير يرد الحروف إلى أصولها، ولا يقال: وسيم ولا أوسام.

((اتق الله حيثما كنت)) التقوى امتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وهي وصية الله للأولين والآخرين، اجتنب ما نهاك الله عنه، وامتثل ما أمرك به حيثما كنت، أينما وجدت، في كل مكان، فوق كل أرض، وتحت كل سماء، في الخلوة والجلوة، في الغيبة…

نسمع بعض طلاب العلم وهم يقرؤون في الكتب على الشيوخ، يقولون للمؤلف كبيراً كان أو صغيراً، تابعاً أو متبوعاً، يقولون: الإمام. والإمامة إذا كان هذا العالم متبوعاً، فلا شك في كونه إمامًا، وإذا كان له أثر في العلم والدين يتبعه على ذلك الأثر طلاب العلم فهو إمام، وما عدا ذلك إن كان أثره ضعيفا فالإمامة لا تطلق عليه.

جرى الصدر الأول على أنه إذا سأل الواحد منهم قال: هل وقعت هذه المسألة أو ما وقعت؟ فإن قال: واقعة؛ اجتهد أو دفع السؤال إلى غيره، وإن كانت المسألة غير واقعة؛ قال: اذهب حتى تقع، ثم بعد ذلك نتكلف لك الجواب، نتجشم لك الجواب. والآن نسمع من يُسأل فلا نسمع في كلامه: "الله أعلم"، بل نسمع بعض من يجيب قبل أن يتم السؤال، وقد يقع خلل في الجواب بسبب…

نحمد الله -جل وعلا- على جميع نعمه، ونسأله المزيد من فضله وكرمه، فهو المستحق للحمد، وهو المنعم الحق، وأما ما يُحمَد به الناس أو يُمدَحون عليه فباعتبار أنهم تولوا القسمة، وإلا فالمعطي هو الله -جل وعلا- كما جاء في الحديث الصحيح: «إنما أنا قاسم والله يعطي».

إذا قلنا: إن الضعيف لا يحتج به مطلقًا؛ سُدَّ الباب على أمثال أولئك الذين يشغلون طلاب العلم بما لم يثبت عما ثبت، ويشغلون العامل بالعمل بما لم يثبت عن العمل بما ثبت. فتجد كثيرًا ممن غلب عليه جانب العمل عنده شيء من الغفلة عن العلم، وتجد كثيرًا من أعماله مبناها على أحاديث ضعيفة، وإذا تشبث الإنسان بالضعيف لا شك أنه سيغفل -لا محالة- عما ثبت…

عندما امتنع من امتنع من دفع الزكاة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، اختلف الصحابة في شأنهم وفي قتالهم، حتى قال من قال كعمر-رضي الله عنه-: "كيف تقاتل من يقول: لا إله إلا الله"؟، فقال أبو بكر: "والله لأُقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالاً أو عناقاً يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم عليها".