Rulings

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))، بعضهم يمثل القلب بالملِك، والأعضاء بالرعية، وأن هذا الملك إذا أمر هذه الرعية امتثلت.

أما العامة فنصيحتهم ظاهرة بدلالتهم على الخير، وكفهم على الشر باللين، والحكمة، والرفق، فيدلون على ما يصلح شأن دينهم ودنياهم، ولا مانع من أن تبدي بعض المحاسن، فيقال: "والله يا فلان أنت يلاحظ عليك ما شاء الله المبادرة إلى المسجد، والمحافظة على الصلوات، والإكثار من قراءة القرآن، وما شاء الله كل يدعو لك ويثني عليك، لكن يلاحظ أن ثوبك نازل…

((دع)) يعني اترك، والأمر مستعمل كما هنا، والمضارع مستعمل، كما في قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((من لم يدع قول الزور)) والمصدر مستعمل، كما في قوله -عليه الصلاة والسلام-:…

والتقصير في معرفة الأعلام، أعلام هذه الأمة القدوات، حتى أن ناشئة المسلمين يعرفون من أعلام اليهود والنصارى أكثر مما يعرفون من فضلاء الأمة وخيارها لا سيما المعاصرين. تجدهم في الأخبار تردد هذه الأسماء ويحفظونها وإذا سأل أحدهم عن خيار الأمة من الصحابة والتابعين قد يقف، فما يجيب فضلاً عن ما يسمون النجوم سواء كان في الفن أو في الكرة أو في غيرها. ناشئة المسلمين يعرفونهم ولو تقول لطالب في الثانوية أو…

في فضل علم السلف: "إن من فضل عالمًا على آخر بكثرة كلامه فقد أزرى بسلف هذه الأمة"، وكانوا مما يكرهونه تشقيق المسائل، وفي المثل: "من كثر كلامه كثر سقطه وزلَله". وهذه مسألة قد تشكل على كثير من المعلمين والمتعلمين، والمعلمون في هذه العصور متورطون فيها، يعني: مثل صنيعنا ساعة ونصف في حديث واحد وتجد من يستطيع أن يتكلم على الحديث بخمس دقائق،…

في حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: حدثنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق والصدوق: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد،…

وكون الشيء القليل النادر لا يؤثر في كون القرآن نزل بلسان عربي، لاسيما مع وجود الأعلام الأعجمية، وسمى بها العرب وتداولها ولاكتها ألسنتهم، لا يبرر لما يقوله بعض الناس من استعمال بعض الاصطلاحات والألفاظ الأعجمية، مع وجود ما يقوم مقامها من الألفاظ العربية. فتجد بعض…

المناهج إنما وضعت لتناسب الوقت الذي تدرس فيه، والوقت إذا نظرنا إليه الفصل الدراسي ثلاثة أشهر يتخلله الخميس والجمعة يبقى منه شهران -ستون يوماً-، وكل مقرر من هذه المقررات له سويعات من هذه الأيام، وهذه السويعات يخرم منها من أولها ومن آخرها ما لا يخفى، فالجاد يصفو من محاضرته نصف ساعة، والهازل قد يقضي على المحاضرات دون فائدة، فالدراسة…

يعيش عمر بن عبد العزيز أربعين سنة وذِكْرُه طيب إلى قيام الساعة، ويعيش كثير من علماء المسلمين الأربعين بل الثلاثين والخمسين وتجد أثره وذكره والنفع المتعدي إلى آخر سنة، فالأمة بكاملها تنتفع من علمه ويتخرجون على كتبه وهو ما عاش إلا ثلاثين سنة، أو أربعين سنة، لا شك أن هذه الزيادة المعنوية أنفع للواصل من الزيادة الحسية؛ لأن العمر هو عبارة…

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحّروا؛ فإن في السحور بركة» [البخاري (1923)، ومسلم (1095)]، وهذا أمر بالسحور، والأصل في الأمر الوجوب، ومما صرفه عن الوجوب العلة المذكورة، وهي البركة؛ فطلب البركة مستحب، وهي غاية فالوسيلة إليها لا يمكن أن تكون واجبة، ولهذا كان السحور مستحبًّا.

من تعمد الفطر في رمضان، فإنه جاء فيه الحديث: «من أفطر يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه» [عبد الرزاق في المصنف (7475)]، وهذا زجر وتشديد من هذه الكبيرة؛ لئلا يتساهل الناس في الفطر، وإلا فالقضاء عند الجمهور لازم، بل من باب أولى.

والذي يظهر أن من أفطر رمضان ردحًا من عمره فلا يخلو من حالتين:

الأولى: أن يتمكن من معرفة مقدار…