Rulings

هذه الأصوات التي تخرج من الجوال (النغمات) هل تدخل فيما حرم الله -جل وعلا- من الموسيقى أو لا تدخل؟ يختلف الناس في هذا، وهل من مَرَدٍّ يمكن أن نرد مثل هذه الأصوات إليه مما له أصل في الشرع؟ نعم، جرس الدواب هو الفاصل، وهذا مثله، وللأسف أن هذه الأصوات توجد عند بعض طلاب علم، ونحن نتحسر إذا وجدناها عند غيرهم، فإذا كان هذا من طالب علم كان الأمر أشد، وفتوى اللجنة الدائمة في تحريم الموسيقى في…

الشيخ عبدالرحمن بن سعدي -رحمه الله- جاء إلى (نظم ابن عبد القوي)، فأتى إلى الأبواب من النظم فكتب كل باب بحروفه، ثم كتب بعده ما يناسبه وما يوافقه من (الإنصاف) بحروفه، وهذا لا يمكن أن نسميه شرحًا، فليس بشرح للشيخ ابن سعدي على (نظم ابن عبد القوي)، وإنما هو ضم كتاب إلى كتاب، ولا يليق بمقام الشيخ أن يعد شرحًا، لكن الشيخ -رحمه الله- رأى أن من وسائل تثبيت العلم هذه الطريقة، ونحن إذا وجدنا صفحة…

كتاب ابن خَلِّكان المشهور (وَفَيَات الأعيان) مفيد في بابه، أي باب التراجم، لا سيما الأدباء والمؤرخون، ويمتاز بضبط النِّسب، حيث يضبطها بالحرف، فيستفاد منه في معرفة أخبار الأدباء والمؤرخين، لكن لا يعول عليه في الثناء عليهم؛ لأنه يطيل في تراجمهم ويثني عليهم، أما في تراجم العلماء والأئمة والزهاد والعبّاد فيبخسهم ولا يطيل في تراجمهم، وهذا بالاستقراء كما ذكر الحافظ ابن كثير، وقد أشاد ابن…

المشقة لذاتها ليست مقصدًا شرعيًا، فلا يعدل الإنسان من الأمر الأسهل الذي تتأدى به العبادة على الوجه الأكمل إلى الأمر الأشد، ولذا لو قال شخص: (بدلاً من أن أذهب إلى المسجد مع الطريق المستقيم الذي لا تزيد مجموع خطاه على خمسين خطوة –مثلًا-، أذهب وأدور في الحي ثم أرجع إلى المسجد، وأحصل بدلاً من الأجر اليسير على الأجر الكثير تبعًا لكثرة الخطا)، نقول: لا أجر لك؛ لأن الأجر المرتب على المشقة إذا…

إذا شك المتوضئ هل غسل العضو مرتين أو ثلاثًا، القاعدة أن تكون اثنتين فيبني على اليقين ويزيد ثالثة، لكن الأولى في مثل هذا الشك أن يبني على الأكثر وهو الأحوط، ولماذا لا نقول مثلما جاء في الحديث في الشك في عدد ركعات الصلاة؟ لأن في الصلاة التردد بين مبطل للصلاة وبين مصحح لها، فإذا تردد هل صلى ثلاثًا أو أربعًا، فجعلها ثلاثًا دفعًا للوسواس، نقول: يُحتمل أن تكون صلاتك باطلة؛ لأنك ما صليت إلا…

المعتزلة يستدلون بقوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] على أن الكلام لا ينحصر في الصدق والكذب؛ لأن الكذب قوبل بالجِنَّة وما قوبل بالصدق، فدل على أن هناك كلامًا ليس بصدق ولا كذب. وأهل السنة الكلام عندهم إما صدق، وإما كذب، ولا واسطة بينهما، وفي الرد على المعتزلة:

- إما أن نقول: إن كلام المجنون…

هذه طريقة جيدة لتثبيت العلم تستفاد من كتب القواعد وغيرها، حيث نجد مثلًا (أشباه ونظائر) في فقه الشافعية للسيوطي، وفي فقه الحنفية لابن نجيم، لكن لا نجد أشباه ونظائر في فقه الحنابلة، فلماذا لا يأتي طالب العلم إلى السيوطي ويُعدِّل مسائله من كتب الفقه الحنبلي؟ ونقول مثل ذلك في (أحكام القرآن)، حيث نجد فيها مؤلفات للحنفية وللمالكية وللشافعية، أما الحنابلة فلهم كتب لم تشتهر ولا يستطيع طالب العلم…

أول واجب على المكلف هو التلفظ بالشهادتين، خلافًا لما يقوله بعض المبتدعة من أن أول واجب على المكلف هو النظر، أو القصد إلى النظر، وبعضهم يقول: إن أول واجب هو الشك، ثم بعد ذلك البحث، وكل هذه الأقوال لا دليل عليها، إنما أول واجب على المكلف هو أن يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)، وبهذا يدخل في الإسلام.

لو جاء نظام موجه إلى عموم موظفي شركة أو جهة ما لتطبيقه، تجد أول ما يرد هذا النظام لمدير الدائرة ووكلائه ورؤساء الأقسام، يحتجبون عن الناس لمدارسة هذا النظام وفهمه، وهو نظام بشر، لكن ما حالنا مع كلام رب البشر؟! تجد الآيات والكلمات التي تحتاج إلى فهم، وتحتاج إلى توضيح واستيضاح من أهل العلم، أو الرجوع إلى الكتب، تمر علينا كأنها لا تعني القارئ منا ولا تعني السامع. - والله المستعان-.…

تخصيص يوم الجمعة بزيارة القبور ليس فيه إلا خبر ضعيف «من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له و كتب برًا» [المعجم الصغير للطبراني: 955] وهذا ضعيف، لكن من خصص يوم الجمعة لأنه تكثر فيه الجنائز ليشارك في الدفن –مثلاً- فلا…

إذا أشكل على المصلي جنس الميت هل هو ذكر أو أنثى، كمن جاء والناس يصلون على الجنازة ولا يدري أهو ذكر أو انثى، فإن قال: (اللهم اغفر له) يقصد الميت فلا بأس، والميت يحتمل أن يكون ذكرًا ويحتمل أن يكون أثنى، وإن قال: (اغفر لها) يعني الجنازة سواء كانت ذكرًا أو أنثى فلا بأس.

يقول الفقهاء: إن ستر العورة من السرة إلى الركبة شرط لصحة الصلاة، ولا يدخلون أحد المنكبين، والفرق بين أن يكون الشيء شرطاً، وبين أن يكون واجبًا كتغطية المنكبين أو أحدهما، أنه إذا صلى بدون تغطية المنكبين فصلاته صحيحة لكنه يأثم، أما إذا قلنا: إنه شرط كستر العورة فإن الصلاة لا تصح.

إذا اجتمع أكثر من جنازة للصلاة عليها كخمس جنائز –مثلاً-، فهذه خمسة قراريط من الأجور في ثلاث دقائق، وهي لا تعوق الإنسان عن مصالحه، فالمحروم من حرم التوفيق، وليس من علامة التوفيق أن يزهد الإنسان في مثل هذه الأجور، فضلًا عن أن يسعى في أن يُنقصَ من أجره كل يوم، وفي الحديث «كل الناس يدخلون الجنة إلا من أبى،…

أهل الشر يقذفون بشرهم من كل جانب، وأهل العلم يؤدون بعض ما عليهم في تعليم العلم لأهله ولطلبته، أما عامة الناس فلا تجد من يلتفت إليهم إلا في كلمة عابرة، أو موعظة مختصرة تتجه إلى القلب من الرقائق ونحوها، أما تعليمهم ما يجب أن يتعلموه، وما يجب عليهم أن يعرفوه ففيه تقصير، وقد انتبه لهذا الشيخ ابن باز -رحمه الله- فألَّف رسالته المختصرة (الدروس المهمة لعامة الأمة).

الشرك بالله أعظم من القول على الله بغير علم، وإن كانت الآية ختمت به {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33] وأهل العلم يقررون أن الآية سيقت على سبيل الترقي،…

إذا منعت النساء من زيارة القبور فالمنع يشمل الكبار والصغار من النساء، والصغيرة ليست مكلفة فلا يتجه إليها نهي، لكن النهي يتجه إلى وليها، كما يُمنع الصبي مما يُمنع منه الرجال كلبس الذهب والحرير، فالأمر متجه إلى وليه، وكذلك الصبيِّة تُمنع من دخول المقبرة، لا لأنها مؤاخذة ومعاقبة على دخولها، بل لأن التكليف متجه إلى وليها.

صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- على القبر بعد شهر لا يدل على أنه لا يُصلى عليه بعد ذلك؛ لأنه وقع من النبي -عليه الصلاة والسلام- اتفاقًا، وليس فيه ما يدل على أنه لا يزاد على ذلك.

يوضع الميت في اللحد على جنبه الأيمن ليكون مستقبلًا القبلة، كما جاءت السنة بذلك في الموتة الصغرى، التي هي النوم، فالنوم موت قال تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [سورة الزمر: 42] فالسنة أن ينام على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، ومن باب أولى أنه إذا مات وضع في اللحد على جنبه الأيمن.

في صلاة الجنازة ينبغي أن تُكثَّر الصفوف ولو لم تُكمل؛ لأنه ورد فضل فيمن صلى عليه ثلاثة صفوف فأكثر [أبو داود: 3167

الأفضل أن يكفن الرجل في الثياب لأن النبي صلى الله عليه وسلم «كُفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة» [البخاري: 1273