Rulings

إن رأى غاسل الميت الزيادة على ثلاث غسلات للحاجة فلا بأس إلى السبع لقوله –صلى الله عليه وسلم-: «اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا إن رأيتن ذلك»

البرادة الموقوفة للشرب الأصل أنه لا يجوز الوضوء منها؛ لأن الواقف الذي أوقفها عيّن المصرف، وجعله للشرب لا للوضوء، لكن من توضأ به فلا يقال بأن طهارته باطلة والصلاة غير صحيحة، لكنه أساء التصرف في مصرف الوقف. وكذلك الكراسي التي يوضع عليها المصاحف، أُوقفت من أجل أن توضع عليها المصاحف ويستفاد منها للقراءة، فلا يجوز لك أن تجعلها وراء ظهرك وتستند إليها، لكن هذا أمره أيسر من الماء؛ لأن العين…

استصحاب حكم النية شرط لصحة الوضوء، بأن لا ينوي قطع الطهارة حتى تَتِم، وأما استصحاب ذكرها بمعنى أنها لا تعزب عن باله من بدء الوضوء إلى نهايته فهذا ليس بشرط، بل هو مستحب، ومعناه أن تستحضر أنك تتوضأ وتتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بهذا الوضوء، وبهذه العبادة التي افترضها الله عليك حتى تنتهي منها.

الإسرار و الجهر في مواضعهما في فروض الصلوات الخمس من السنن المؤكدة، وجهره –صلى الله عليه وسلم- أحياناً في صلاة الظهر والعصر مع أنها مواضع سر لبيان الجواز، لكن لو قُدِّر أن إمامًا طول عمره في صلاة الصبح يُسر، ثم إذا جاء لصلاة الظهر جهر، فمثل هذا لا يكفي أن نقول: إنه ترك سنة، بل نقول: هذا مبتدع، ولا ينبغي أن يتقدم إمامًا للمسلمين؛ لأنه خالف الثابت عنه -عليه الصلاة والسلام-؛ ولأن الإصرار…

جاء في حديث معاذ –رضي الله عنه-: «إني أحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» [عمل اليوم والليلة لابن السني: 118…

كثير من الناس إذا سجد رفع رجليه، أو رفع إحدى رجليه، ومثل هذا صلاته فيها خلل كبير، وهناك قول بأن صلاته باطلة ولا تصح، لكن لو رفعها رفعًا يسيرًا؛ بأن رفع رجليه أو إحداهما، ثم أعادهما فهذا لا يؤثر، وهي حركة لا تنبغي أن توجد في الصلاة إلا لحاجة، كأن يحتاج إلى أن يحك إحدى رجليه بالأخرى واضطر إلى ذلك، لكن عليه أن يعود إلى تمكين أطراف القدمين من الأرض.

جماهير أهل العلم أن تكبيرة الإحرام ركن، وعند الحنفية شرط، والصلاة لا تصح بدون تكبيرة الإحرام، سواءً قلنا: إنها ركن أو شرط، والفرق بين القولين أن الركن داخل الماهية، والشرط خارج الماهية، ولا يمنع من استمراره داخل الصلاة كونه شرطاً، لكن الأصل أن وجوده خارج الصلاة، وعلى هذا لو كبَّر تكبيرة الإحرام وهو حامل لنجاسة، فوضع النجاسة مع نهاية التكبير فصلاته عند الجمهور باطلة؛ لأنه حمل النجاسة وهو…

يقرر أهل العلم أن النسيان يُنزِّل الموجود منزلة المعدوم، فالنجاسة إذا وجدت على بدن المصلي نسياناً تُنزَّل منزلة المعدوم كأنها غير موجودة، أما لو عدم الوضوء، فإن النسيان لا يُنزِّله منزلة الموجود، وعلى هذا لو صلى الإنسان ناسياً بغير طهارة لا بد أن يعيد هذه الصلاة.

التمييز شرط لصحة الصلاة، والبلوغ شرط لوجوبها، فالصبي إذا ميَّز، بأن بلغ سبع سنين، فإنه يؤمر بالصلاة ليتمرن عليها، لكنه لا يأثم بتركها، وأما لو ميَّز الصبي قبل السبع فإنه لا يُطالب بالصلاة، ولا يؤمر بها، لكن يُبدأ بتعليمه؛ لأنه يفهم السؤال ويرد الجواب المطابق، فينبغي أن يبادَر بتعليمه ولو لم يكمل السبع، كما هو معمول به الآن. وغالب الأطفال يميِّز لسبع، وكثير منهم يميِّز قبل ذلك، والقليل…

قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ]محمد: 9] فكراهية الله، أو ما جاء عن الله، أو كراهية الدين، أو كراهية الرسول، أو دين الرسول، أو كراهية بعض ما جاء عن الرسول، كل هذا منافٍ…

لا نقول في تشهد الصلاة: (وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله)، بزيادة (سيدنا) وإن كان بعض عوام المسلمين يقوله من باب الاحترام للنبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن من أراد أن يحترم النبي –صلى الله عليه وسلم- حق الاحترام فليقتدِ به، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- علمنا هذه الصيغة في ذكر متعبد به في عبادة شرعية، فلا نزيد على ما أرشدنا إليه، وكذلك في الأذكار التي تُعبدنا بتلاوتها وقراءتها وحفظها لا…

في حال السلام إذا قيل: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، ترد مثلها على أقل الأحوال، أو تزيد عليها كأن تقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مرحبًا)، كما أجاب النبي -عليه الصلاة والسلام- أم هانئ، قال: «مرحباً بأم هانئ»[

إذا كان إبراهيم –عليه السلام- الذي حطَّم الأصنام يقول {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ} [سورة إبراهيم: 35] فماذا نقول نحن؟!، ونحن على خطر عظيم، في أيام فتن «يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا» [مسلم: 118]. ونحن نرى بعض من ينتسب إلى الدعوة تجده في هذا اليوم…

مناط كمال الإنسان باطنه؛ لأن الظاهر –الخَلْق- لا يُمْدح به، فليس للمرء فيه يد.

 

لكن بالنسبة للنبي -عليه الصلاة والسلام- حينما يُذكر خَلقه إنما يُذكر لبيان الكمال البشري له في هذا الجانب، وإلا فلا يُمدح زيد لأنه أبيض الخد، أو طويل القد، أو ما أشبه ذلك، ولا يُذم عمرو لأنه قصير، أو أسمر، أو ما…

مسألة الخروج من الخلاف التي تُذيّل بها كثير من الأحكام عند أهل العلم، ليست من الأصول التي تُبنى عليها الأحكام، فكثيرًا ما يُقال: يُستحب كذا، ويُكره كذا، خروجًا من خلاف من أوجب أو من قال بالتحريم. وهذه المسألة ليست من الأصول التي تبنى عليها الأحكام كما هو معروف، فالأصول الكتاب والسنة والإجماع والقياس المعتبر عند أهل العلم، لكن إذا كان الخلاف معتبرًا، ويَعتمد على دليل محتمل فإنه ينبغي…

لا ينقطع ولا ينقضي أمد التعلم، إنما هو من حصول الآلة من التمييز إلى الوفاة، قال تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر: 99]، والعلم من العبادات. ومن أعظم ما يُتعبد به الرب -جل وعلا- العلم الشرعي المورث للخشية، وليست للعلم نهاية.

أولى ما يُدعى به الله -جل وعلا- أن يُدعى باسمه الرب، وأهل العلم يقولون: من قال: يا رب يا رب، خمس مرات، أجيبت دعوته إذا لم يكن ثم مانع، واستدلوا بما جاء في آخر آل عمران من تكرار اسم الرب –ربنا- خمس مرات في دعاء أولي الألباب، ثم قال تعالى: { فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} [سورة آل عمران:195].

السنة: ما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- من قول أو فعل أو وصف أو تقرير، وأكثر ما تطلق السنة على العملية. والحديث: ما يتحدث به، وأكثر ما يطلق على القول. وعلى كل حال، فالسنة تشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقها على العمل أكثر. والحديث يشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقه على القول أكثر.

الذي يقال له يوم القيامة: «اقرأ وارق ورتل» [المسند: 6799]، ظاهر اللفظ أنه للحافظ دون غيره، لأنه لا يوجد هناك مصاحف لغير الحفاظ يقرؤون منها. لكن من كانت له عناية بالقرآن، وحاول أن يحفظ القرآن وعجز عن ذلك، فلا شك أن فضل الله -جل وعلا- لن يقصر عنه، والله أعلم.

الأمثال التي ضربها الله –عز وجل- في كتابه لا يعقلها إلا العالمون، ولذا كثير من أهل العلم إذا استغلق عليه فهم مَثَل من الأمثال اتهم نفسه بقلة العلم؛ لأن الله -جل وعلا- ذكر ذلك فقال: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [سورة العنكبوت: 43]، فدل على أن الذي لا يعقل هذه الأمثال التي ضربها الله -جل وعلا- في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة…