Rulings

القدرية نفوا علم الله السابق، ونفوا مراتب القدر كلها، فلا شك في كفرهم؛ لأن من أنكر علم الله كفر كما قال أهل العلم، لكن هذا النوع من القدرية انقرضوا كما ذكر العلماء، فصار النفاة  ينفون المشيئة والإيجاد والتكوين، فيقرون بالمرتبتين الأولى والثانية، وهما العلم، والكتابة، وينفون الثالثة والرابعة، وهما المشيئة، والإيجاد والتكوين.

فهؤلاء أثبتوا مع الله -جل وعلا…

قد يقول قائل: هل يأتي بعد الصحابة من هو خير منهم، وقد جاء في الحديث «مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره» [الترمذي: 2869]، وجاء في الحديث أن المتمسك بالدين في آخر الزمان له أجر خمسين،

قال ابن دقيق العيد: (أعراض المسلمين حفرةٌ من حفر النار، وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدِّثون والحكام)

وذلك لأن العلماء والحكام هم أكثر من يقع الناس في أعراضهم، فهم يقفون على شفير هذه الحفرة يرمون فيها الناس الذين يتكلمون في أعراضهم، هذا على أحد…

ذكر ابن بطوطة في رحلته أنه لما وصل دمشق وصلَّى في الجامع الأموي رأى شخصاً كثير العلم قليل العقل، يخطب على المنبر وينزل ويقول: إن الله ينزل كنزولي هذا. يعني شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذه فرية؛ لأن الشيخ ابن تيمية في وقت دخول ابن بطوطة دمشق كان مسجونًا، وأهل الباطل إذا أعياهم النقض بالحجة، وأعيتهم المسالك افتروا، ونقضوا أصولهم وقواعدهم،…

المتواتر لا يبحثه أهل الحديث، ولا يوجد في كتبهم؛ لأنه ليس من صناعتهم، إنما صناعتهم ما يحتمل النفي والإثبات، والمتواتر لا يحتمل النفي، فصناعتهم منصبة على ما يحتمل النفي والإثبات بشروط شرطوها، وقواعد ضبطوها وأتقنوها، فما ثبت على ضوء قواعدهم يجب العمل به سواء تعددت طرقه أو لم تتعدد، وما لم يثبت لا يعمل به.

الفلاح كلمة جامعة تجمع بين خيري الدنيا والآخرة، ولا يوجد في لغة العرب كلمة تقوم مقامها مما يجمع خير الدنيا والآخرة، كما قالوا في النصيحة أنه لا يوجد كلمة تغني عنها، من حيازة الحض للمنصوح له.

من الشروح المكتوبة على (المنظومة الحائية) شرح للشيخ عبد الرزاق البدر، وهو على اختصاره شرح جميل ونافع، وأسلوبه سهل وواضح، يستفيد منه طالب العلم فائدة تامة، فهو شرح متعوب عليه، فحري بطالب العلم أن يُعنى به.

القبر نعمة من نعم الله -جل وعلا- على بني آدم، قال تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: 21] وهذا امتنان من الله -جل وعلا-، فإذا تصورنا حال الشخص الذي لا يدفن، ماذا تكون حاله، وماذا تكون حال أهله! وتصور أنه يلقى في البراري والقفار أو بين الناس في الأزقة، أو في البيوت فيؤذيهم برائحته ونتنه، ويتأذون…

فتنة الناس بكتب الرحلات ظاهرة، ولا أدل على ذلك من غلاء أثمانها، ولو قيل: إن أغلى ما يباع على مستوى سوق الكتب والورَّاقين الرحلات والذكريات لما كان مبالغًا فيه، فتجد أنفس نسخة من (صحيح البخاري) لا تعادل شيئًا بالنسبة لطبعة من طبعات (رحلة ابن بطوطة

جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم في وصف ربه جل وعلا: «وكلتا يديه يمين» [مسلم: 1827]، وجاء في بعض النصوص «بيده الأخرى»

من ينفي صفات الله عموماً على خطر عظيم؛ لأن الله -جل وعلا- في الموقف يوم القيامة يتجلى لخلقه بغير صفته التي أنزلها في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، فيقول المسلمون: لست ربنا، ثم يتجلى لهم بصفته التي يعرفونها فيسجدون، ويقولون: أنت ربنا. [انظر: مسلم: 183] فالذي ينكر الصفات ماذا يصنع في هذا الموقف؟ وكيف يعرف الرب -جل وعلا- وهو لا يعترف…

قول عمر -رضي الله تعالى عنه- في صلاة التراويح: (نعمت البدعة) حمله شيخ الإسلام على البدعة اللغوية، وأما الشاطبي فقال بأنه مجاز، والذي عندي أنه لا هذا ولا هذا، فإذا لم تكن بدعة لا لغوية ولا شرعية _وعمر -رضي الله تعالى عنه- من أهل اللسان، ويعي ما يقول_ فماذا تكون؟

في علم البديع هناك ما يسمى بالمشاكلة والمجانسة في التعبير، بحيث يطلق اللفظ ولا يراد به إلا مجرد مجانسة لفظ…

الفَلَس يطلق في أمور الدنيا على من لا درهم له ولا متاع، حيث يُعرّف المفلس في باب الحجر والتفليس بأنه: من لا درهم له ولا متاع، أو عنده درهم ومتاع، لكن لا يفي بديونه، هذه حقيقة شرعية، لكن الحقيقة التي ينبغي أن نتنبه لها ما أشار إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: «أتدرون من المفلس؟» .. «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم…

 (المنظومة البيقونية) ذكرت فيها الأقسام وتعريف كل قسم، وهذا مما تختلف به هذه المنظومة عن منظومة لا تقل عنها، إن لم تكن أشهر منها، وهي منظومة ابن فرح (غرامي صحيح)، التي طارت بها الركبان، وشرحت عشرات الشروح، وهي ليس فيها إلا الأسماء، مجرد تعداد أسماء الأقسام، وهي من ناحية الذوق الأدبي أقوى، لكن (المنظومة البيقونية) من…

ليس كل تصغير للتحقير أو لتقليل الشأن، بل من التصغير ما هو للتعظيم، كما قال الشاعر:  "دويهية تصفر منها الأنامل"، فليس هذا للتحقير، بل هو للتعظيم، ومنه أيضًا قول ناظم البيقونية: "عند أهيل الفن" يعني عند أهل الفن من أهل الحديث العظماء الكبار.

جاء في الحديث: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببــسم الله الرحمن الرحيم أقطع» [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 1210]، وفي رواية: «بالحمد لله» [أبو داود: 4840]، وفي رواية: «بذكر الله»

بعض علماء الحديث يجعل قواعد فيما يشترك فيه أكثر من راوٍ من وصفٍ أو كنيةٍ، فمثلاً: إذا مرّ بك في إسناد حديث: عن أبي حازم عن سهل بن سعد، فإذا بحثت في التابعين فستجد أكثر من شخص بهذه الكنية، لكن من أهل الحديث من جعل لذلك قاعدة وقال: أبو حازم إذا روى عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- فالمراد به سلمة بن دينار، وإذا روى عن أبي هريرة –رضي الله عنه- فالمراد به سلمان مولى عزة…

بعض الناس يقول: (إن العلم الشرعي مزيج من حضارات وثقافات مختلفة). وهذا الكلام تضليل، ويستدلون على كلامهم بمثل حديث الجسّاسة، وذلك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخذ حديث الجسّاسة من تميم الداري –رضي الله عنه-، وهذا الحديث لو لم يكتسب الإقرار من النبي -عليه الصلاة والسلام- ما التفتنا إليه، ولقلنا: خرافة. لكن لما أقره النبي -عليه الصلاة والسلام- اكتسب القطعية، وقلنا: على العين والرأس.…

نصيحة لطلاب العلم: من لا تسعفه الحافظة فليحفظ في المصطلح (المنظومة البيقونية)، وهي منظومة سهلة مكونة من أربعة وثلاثين بيتًا، ومن كانت حافظته متوسطة فليحفظ (نظم النخبة)، في مائتي بيت وبيت، أو ستة أبيات على خلاف بين النسخ، أو منظومة الشيخ حافظ الحكمي (اللؤلؤ المكنون)، وهي منظومة رائعة في ثلاثمائة وأربعين بيتًا، فإن كانت الحافظة أقوى فليقصر حفظه على (ألفية العراقي).

وجدت قواعد علم مصطلح الحديث منثورة في كتب الأئمة، ففي كتب الشافعي، وفي سؤالات الإمام أحمد، وفي (جامع الترمذي)، وفيما يُسأل عنه الإمام البخاري، وفي تواريخه، وفي صحيحه قواعد منثورة لهذا العلم، وفي (العلل الكبير)، و(علل الجامع) للإمام الترمذي قواعد كثيرة من قواعد هذا العلم، لكن أول من صنف في هذا العلم على سبيل الاستقلال: القاضي الرامهرمزي في كتابه (المحدِث الفاصل)، فهذا الكتاب من أول ما…