Rulings

قول الزمزمي في منظومته: (والسورة الطائفة المترجمة) أي: هذا تعريف للسورة، وهي مأخوذة من السُّور -سورِ البلد- لإحاطتها بجميع الآيات المذكورة تحتها، أو من السُّؤر: وهو البقية، فهذه السورة بقية من القرآن دون سائره.

وقوله: (المترجمة) أي: التي لها عنوان، كأن تقول: (سورة الفاتحة)، أو (سورة البقرة). وذُكر عن الحَجّاج - رغم ما أُثر عنه من ظلم ومخالفات، إلا أن له عناية فائقة…

لم يتحد الله المشركين بآية؛ لأن الآية قد تكون كلمة واحدة، والعرب ينطقون بكلمة، وينطقون بجمل يوجد نظيرها في القرآن، مثل: {مدهامتان} [الرحمن:64]، ومثل قوله -جل وعلا-: {ثم نظر} [المدثر:21]، فهذه الكلمة لا يعجزون عنها، بل قد تأتي في كلامهم قبل نزول القرآن، لكن مع ذلك وكون أنه سبحانه ما تحداهم بآية، فإن هذه…

المصنفات في مبهمات القرآن كثيرة، ومن أشهرها: (التعريف والإعلام) للسهيلي، و(التبيان في مبهمات القرآن) لابن جماعة، و(مفحمات الأقران في مبهمات القرآن) للسيوطي، وأيضًا للبلقيني كتاب في المبهمات.

وهناك مصنفات في مبهمات رجال الحديث، سواء كانت في المتون أو الأسانيد، ومعرفتها من أهم المهمات، إذ يتوقف عليها معرفة حال هذا المبهم، ولا يعرف حاله إلا إذا عرف اسمه.

مرجع تعيين المبهم أو تمييزه في القرآن النقل المحض، ولا مجال للرأي والاجتهاد فيه، ومن المبهم ما استأثر الله بعلمه، فلا يُتعب الإنسان نفسه في البحث عنه، كقوله تعالى: {وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: 60]، فمثل هؤلاء لا نبحث عنهم.

كذلك الأسماء لا يدخلها الاجتهاد، ولا يستدل عليها من خلال السياق بما…

أهل البلاغة يقولون: يلزم ذكر الواو إذا أوقع الكلام في لبس، كما لو قيل لك: (تزورنا غدًا)، تقول: (لا ويرحمك الله)، هذه الواو لازمة؛ لأنك لو قلت: (لا يرحمك الله)، لكانت هذه نافية للرحمة، وهذا الكلام ملبس، وهذه لها قيمتها في علوم البلاغة، لكن ما يسميه علماء التجويد بالوقف اللازم يكفي عنها، فلو وقف على (لا)، ثم استأنف قال: (يرحمك الله)، فلا إشكال فيه، وفي حديث بيع الشحم: نهى النبي –صلى الله…

معلوم أن الأصواف تُجزّ والبهيمة حيّة، وكذلك الأوبار والأشعار غالبًا، كما أن البهيمة إذا ذُبحت يُجزّ شعرها، أو يُبقى على الجلد، وهو طاهر بالآية {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80]، سواء أخذ منها في حال الحياة، أو بعد مفارقتها الحياة بذبح أو موت، وهذا على أن الصوف حكمه حكم المتصل، أما إذا…

أركان التشبيه أربعة: المشبَّه، والمشبَّه به، والأداة، ووجه الشبه. وأدوات التشبيه هي: الكاف، ومِثل، ومَثل، وكأن.

يقول أهل البيان: ما فقد الأداة لفظًا إن قُدِّرت الأداة فهو تشبيه وإلا فاستعارة. وتدخل الأداة على المشبَّه به، فإذا قلت: (زيد كالأسد)، فالمشبَّه به: الأسد، والمشبَّه: زيد، فدخلت الأداة على المشبَّه به، إلا إذا أريد المبالغة، فيقلب التشبيه، فتدخل الأداة على…

قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195] مفهوم الآية: أن القرآن كله {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}، ليس فيه من غير لغة العرب شيء، وأهل العلم يُجمعون على أن القرآن ليس فيه جمل ولا تراكيب أعجمية، كما أنهم يُجمعون على وجود الأعلام الأعجمية…

التوفيق سهل بين الأقوال في آخر ما نزل من القرآن:

فيقال: بالنسبة لسورة النصر وبراءة هي آخر السور نزولًا بكمالها.

وأما بالنسبة لآخر الآيات، فالذي يقول: آيات الربا كلامه صحيح إلى آخر الوجه، أي إلى قوله: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ}

ما يُروى عن الصحابي من أسباب النزول فهو مرفوع؛ لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- طرف في التنزيل سواء ذُكِر أو لم يُذكَر، وعليه حمل أهل العلم كلام الحاكم في قوله: (ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند)، حمله أهل العلم على أسباب النزول، ولذا يقول الحافظ العراقي:

وعَدُّ ما فسّره الصحابي

اختلف أهل العلم في البسملة:

- فمنهم مَن يرى أن البسملة آية من كل سورة من سور القرآن، فتكون سورة الكوثر على هذا أربع آيات.

- ومنهم مَن يرى أنها ليست بآية ولا في سورة واحدة من سور القرآن.

- ومنهم مَن يرى أنها آية واحدة نزلت للفصل بين السور.

- والشافعي يرى أن البسملة آية من سورة الفاتحة.

إذا قيل: هل في القرآن فاضل ومفضول؟، قلنا: نعم، في القرآن فاضل ومفضول، وإن كان المتكلم بالجميع هو الله –عز وجل-، لكن نظرًا لموضوع الكلام فإنه يتفاوت، فالآيات أو السور التي تتحدث عن الله -جل وعلا-  أفضل من الآيات التي تتحدث عن الأحكام، والآيات التي تتحدث عن العقائد أفضل من الآيات التي تتحدث في الأحكام وهكذا، وفضلًا عن كون السورة تتحدث في قصة رجل كافر كـ

الحد: هو التعريف، وجمعه: حدود. والتعاريف يُعنى بها أهل العلم عناية فائقة، يُحررونها ويُجودونها ويَذكرون القيود المدخلة والمخرجة والمحترزات؛ ليكون التعريف جامعًا مانعًا.

والعناية بالحدود والتعاريف وجدت في المتأخرين أكثر، أما سلف هذه الأمة فلا يذكرونها ولا يعنون بها إلا نادرًا، وإذا قامت الحاجة إلى تعليم شيء فلا بدّ من تعريفه، إذ كيف يُتكلم عنه ويُبحث عن حكمه وهو لا…

اسم (سعيد) الذي يدور كثيرًا في كتب التفسير وفي كتب القراءات هو ابن جبير كما هو معلوم، وهو الذي أشار إليه الزمزمي في منظومته، لا سعيد بن المسيّب، وقد فضّل النبي –صلى الله عليه وسلم- أهل العلم بالقرآن عن غيرهم، ففي الصحيح: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» [البخاري: 5027]، وسعيد بن جبير –رحمه…

كنا إلى وقت قريب -إلى ربع قرن- تقريبًا، لا يطيق الواحد كلمة ثناء عليه من قبل غيره، وكنا نلوم من يسمع الثناء ويسكت، فضلًا عن كونه يُثني على نفسه، ثم اختلطنا بغيرنا ممن اعتادوا هذا الأمر فتساهلنا، فصرنا نسمع المدح ولا نعترض، والتجربة دلت أن الإنسان إذا مُدح بما ليس فيه وسكت وأقر لا بُدَّ أن يسمع من الذم ما ليس فيه، وقد جاء التوجيه النبوي: «إذا رأيتم…

يقول بعض المفسرين عن بعض الآيات: إن فيها إيقاعات موسيقية، أو يقول: نغمة وجرس الآية، وتكرر هذا في بعض تفاسير المعاصرين، والواجب أن يصان القرآن عن مثل هذه الألفاظ، ومن ذَكر هذه الألفاظ لا شك أنه متأثر إما بماضٍ وسابق له، أو ببيئة محيطة به، لا سيما بعض الجهات والمجتمعات التي تُسمع فيها الموسيقى والأغاني ليل نهار، وهؤلاء المفسرون يرون تحريمها، لكن يسمعونها بكثرة من الفساق من غير نكير، وصار…

النسخ واقع في النصوص، ومنصوص عليه في قول الله –جل وعلا-: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} [البقرة: 106]، وثابت في السنة أيضًا، والأدلة عليه أكثر من أن تُحصر. وقد أنكر النسخ طائفة من المبتدعة، يقولون: (إنه يستلزم البداء؛ لأن الله – جلا وعلا- لما ذكر الحكم الأول كان لا يعرف ما يؤول إليه الأمر، بل بدا له أن ينسخ، فإذا ثبت هذا اللازم…

لا يقال: إن من القرآن ما نزل على النبي –صلى الله عليه وسلم- في حال النوم، والنوم مظنة لعدم الضبط، فكيف يتلقى القرآن في حال النوم؟، نقول: حال الأنبياء يختلف عن سائر الناس، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- تنام عيناه ولا ينام قلبه، ورؤيا الأنبياء وحي، ولا يتلبس بهم الشيطان ولا يتمثل بهم.

وبعض العلماء يذكر أنه رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- في المنام وسأله عن أحاديث فصحّحها…

الظاهر في اليد الواردة لله –سبحانه وتعالى- في نصوص الكتاب والسنة أنها اليد حقيقة، وتأويل اليد بالنعمة أو بالقدرة هذا غير الظاهر، لكن المؤولة يقولون: (منع من إرادة الظاهر خشية التشبيه)، فهم من باب تنزيههم لله –جل وعلا- ينفون عنه الظاهر الراجح، ويثبتون المؤوّل المرجوح؛ تمسكًا بالتنزيه على زعمهم، لكنهم قبل أن يعطلوا وقبل أن يُؤولوا مروا بمرحلة التشبيه، فلمّا تبادر إلى أذهانهم التشبيه عطلوها…

الصلوات الخمس مستثناة من النهي عن الصلاة في أوقات النهي، ولم يقل: بأن النهي يتناول الفرائض إلا أبو حنيفة فيما إذا انتبه لصلاة الصبح مع بزوغ الشمس، يقول: (يؤخرها حتى ترتفع الشمس وينتهي وقت النهي)، وقوله مرجوح. أما ما عدا الفرائض فالنهي يتناولها، على خلاف بين أهل العلم في ذوات الأسباب، هل تفعل في أوقات النهي أو لا؟، فقد جاءت في السنة أحاديث تنهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، والنهي…