Rulings

بعض أهل العلم يمنع (المترادف) في اللغة، وهو المتطابق من كل وجه، ويقول: لا توجد في لغة العرب كلمتان متطابقتان من كل وجه، فـ(الإنسان) له دلالته، و(البشر) له دلالته، وإن كانا يدلان على حقيقة واحدة، لكن (الإنسان) يلاحظ فيه سبب التسمية وهو النسيان، و(البشر) يلاحظ فيه ظهور بشرته، بخلاف سائر الحيوان فإن بشرته غير ظاهرة، وتكون مغطاة بالصوف أو غيره، وكتاب (الفروق اللغوية) لأبي هلال العسكري،…

أُلِّف في غريب القرآن كتب كثيرة، منها: (غريب القرآن) لابن قتيبة، و(الغريبين في القرآن والحديث) للهروي، و(المفردات في غريب القرآن) للراغب الأصفهاني، و(غريب القرآن) لابن عزيز السجستاني، وهو على اختصاره أطراه العلماء بالمدح والثناء.

الإدغام هو: إدخال شيء في شيء، أي: إدخال حرف في مثله. ويقابل الإدغام الفك، وعلماء البلاغة يقولون: إذا أمكن الإدغام فالفك مفضول، ولذا قالوا: إن قول الشاعر: (الحمد لله العلي الأجْلَلِ) بالفك ليس ببليغ؛ لأنه فكَّ مع إمكان الإدغام. وقد جاءت بعض الكلمات في القرآن أحيانًا بالإدغام، وأحيانًا بالفك، نحو: {يَرْتَدَّ} [المائدة: 54…

القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر، وما بين الدفتين اتفق عليه الصحابة وأجمعوا عليه إجماعًا قطعيًّا، بحيث لو أنكر الإنسان منه حرفًا واحدًا كفر. لكن ما كان من قبيل الأداء وكيفيته كالمد والإمالة، وأن هذا الحرف يمد ست حركات، وهذا أربع حركات، وهذا يمد حركتين، وغيرها، هل يكون من قبيل المتواتر، أم من قبيل المسكوت عنه الذي لا يُدرى؟

بعض العلماء يستثنيه من التواتر، بدليل…

أسباب النزول بالنسبة للقرآن كأسباب الورود بالنسبة للحديث. فإذا قيل: لا داعي لمعرفة السبب؛ لأن الذي يهمنا النازل، وهو الذي نتعبد به، وكون الآية نزلت في قصة فلان أو فلان، أو الحديث ورد في شأن فلان أو فلان لا يهمنا. نقول: لأسباب النزول فوائد كثيرة، لأجلها اعتنى بها العلماء عناية فائقة، وصنفوا فيها المؤلفات، ومن فوائد معرفتها:

أولًا: أن معرفة…

تحرم قراءة القرآن بالمعنى وبغير العربية، لكن هل تجوز ترجمته لغير العربية؟

نقول: إن الترجمة على قسمين: ترجمة حرفية، وترجمة معنوية.

والترجمة الحرفية غير ممكنة وغير متصورة، فلو أتيت بكلام عربي كمقطوعة شعرية، أو حديث، أو قصة، وأعطيتها شخصًا يترجمها إلى اللغة الإنجليزية أو إلى اللغة الفرنسية، ثم أَطْلعت عليها طرفًا ثالثًا، فقلت له: أعِده إلى العربية، أو…

قول القائل: (وبعد) الواو هنا قائمة مقام أما، لكن الاقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- حينما يقولها في خطبه وفي رسائله لا يتم إلا باللفظ الذي قاله –عليه الصلاة والسلام-: «أما بعد» [البخاري: 922]، وقد جاءت في أكثر من ثلاثين رواية عنه –صلى الله عليه وسلم-.

لا يغني قول القائل: (دائمًا) في الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم- عن تكرار الصلاة والسلام عليه، فمن قال: –صلى الله عليه وسلم- مرة واحدة نال بها أجر مرة، ومن صلى عليه واحدة صلى اللَّه عليه بها عشرًا، ومن كَرَّر كُرِّر له الأجر، فلا ينال الأجر لمجرد ذكر العدد حتى يُعدد.

والامتثال لا يتم إلا بتمام حروف: (صلى الله عليه وسلم)، فبعض الناس يخفي بعض الحروف ويستعجل في…

إن قال قائل: هل يجوز إبدال لفظ (النبي) بـ(الرسول) والعكس؟

قلنا: النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نبئ بـ{اقْرَأْ} [العلق: 3] وأرسل بـ{الْمُدَّثِّرُ} [المدثر: 1]، فهو نبي رسول، فيجوز حينئذ أن نقول: (اللهم صل على رسولنا محمد) بدل (نبينا)؛ لأن ذات النبي –صلى الله…

النبي: بدون همز، وقد يهمز، وقرئ بالهمز. والنبي في قول الجمهور: (إنسان ذكر، أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه)، فخرج بـ(إنسان) غير الإنسان، وخرج بـ(الذَّكر) النساء، وإن زعم بعضهم أن من النساء من كُلِّف بأعباء النبوة كمريم –عليها السلام-، لكن هذا قول مرجوح، وقولهم: (أوحي إليه بشرع) أي: من قِبَل اللَّه –عز وجل-، وخرج بـ(ولم يؤمر بتبليغه) الرسول، فإنه أُمر بالتبليغ، وفي ذلك يقول اللَّه تعالى…

زعم السيوطي أن أوّل من ألَّف في علوم القرآن هو جلال الدين البلقيني -رحمه الله- المتوفى سنة 824هـ، لكن هذا الكلام غير صحيح، لأن البلقيني لم يكن أقدم من ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ، صاحب كتاب (فنون الأفنان)، ولا أقدم من الطوفي المتوفى سنة 716هـ، صاحب كتاب (الإكسير)، ولا أقدم من أبي شامة –رحمه الله- المتوفى سنة 665هـ، صاحب (المرشد الوجيز)، ولا أقدم من الزركشي –رحمه الله- المتوفى سنة 794هـ…

التأليف في علوم القرآن تأخَّر جدًّا عن التأليف في أصول الفقه وعلومِ الحديث بقرون؛ لأن القرآن مضبوط محفوظ، وقد تكفل اللَّه بحفظه من الزيادة والنقصان، فليس بحاجة إلى أن يؤلَّف فيه ما يخدمه من حيث الثبوت وعدمه، أما السنة فقد وقع فيها الوضع والدس منذ القرن الأول فكانت الحاجة ماسة للتأليف فيها.

وأما ما يُحتاج إليه فيما يخدم القرآن وفهمه والاستنباط منه، فهو موجود في كتب…

ألَّف السيوطي –رحمه الله- كتاب (النُّقاية) -وهو بضم النون كالخُلاصة وزنًا ومعنى- جمع فيه أربعة عشر متنًا، في أربعة عشر عِلمًا: هي علم أصول الدين، التفسير وعلوم القرآن، الحديث، أصول الفقه، الفرائض، النحو، التصريف، الخط، المعاني، البيان، البديع، التشريح، الطب، التصوف، وكل واحد من هذه المتون يصلح تدريسه وإقراؤه للمبتدئين.

أما علم أصول الدين في العقائد فقد جرى فيه مع…

في معنى الآل أربعة أقوال:

- أتباعه على دينه إلى يوم القيامة.

- أزواجه وذريته.

- كل مؤمن تقي كما جاءت بذلك بعض الأحاديث.

- من تحرم عليهم الصدقة وهم بنو هاشم وبنو المطلب.

والصلاة والسلام على الآل تبعًا له -عليه الصلاة والسلام- مطلوبة؛ لأنهم وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- فقد أوصانا بآله:…

أفهام الرجال لكلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- يستفاد منها، ففرق بين أن تعتمد رأي العالم، وبين أن تعتمد فهم العالم لنص ما، فيكون عمدتك النص، وليس رأي الرجل، لكن عندما قصرت عن فهم هذا النص استفدت من رأي العالم في فهم معناه.

في الترخيم يمكن أن تقول: (عائشُ) أو (عائشَ)؛ لأن الترخيم يجوز فيه لغة من ينتظر، ولغة من لا ينتظر، أي: لغة من ينتظر الحرف المحذوف فيفتح (عائشَ)؛ لأن الشين مفتوح في الأصل (عائشَة…

الإيمان عند أهل السنة والجماعة يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والزيادة ثبتت بالآيات الصريحة كقوله تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2]، وقوله: {أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} […

الأدلة الشرعية علاج لأمراض وأدواء المجتمعات، فالعالم والداعية كل منهما يُعالج أمراض المجتمعات بالنصوص، فإذا كان في مجتمع متشدد أكثر عليهم من نصوص الوعد، ومن سعة رحمة الله -جل وعلا-، وإذا كان بالعكس في مجتمع متساهل أكثر من إيراد نصوص الوعيد عليهم، وهذا كله مما يراد به إصلاح الناس، والنصوص الشرعية جاءت لهذا، والأصل أن ينظر إلى الطرفين فيُحمل هذا على هذا، ولا يكون هناك اضطراب.

هذا الدين فيه سعة في شموله لجميع نواحي الحياة، فهو أفيح يسع جميع التصرفات، فما من تصرف يتصرفه المكلف إلا وللدين فيه حكم، بل وتصرفات غير المكلف فحتى جنايات البهائم في الشرع لها أحكام، فهو دين واسع شامل لجميع نواحي الحياة، ومن الضلال أن يزعم بعض الناس أن شيئًا من مناحي الحياة يمكن أن يستفاد من غير الدين، أو أنه يمكن أن يُستغنى عن الدين في هذه الجهة.

من له مراجعات في (تفسير الرازي) فليكن على حذر شديد من مسألة الجبر، فالرجل جبري، إضافة إلى المسائل الأخرى التي ضل فيها، وأورد فيها من الشبه ما لا يستطاع دفعه.

فلينتبه طالب العلم لهذه المسألة في هذا الكتاب؛ لأنه يورد شبهة قد لا يتخلص منها طالب العلم المتوسط، فمن السلامة ألا يقرأ في هذا الكتاب، لكن إذا دخل طالب العلم البصير على علم بهذا الكتاب وتصور لما يحتويه خف الأمر،…