Rulings

بعض من يجرؤ على إفتاء الناس يسلك مسلك التساهل، محتجًّا على أن الدين يسر بقوله صلى الله عليه وسلم: «ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» [البخاري(39)]

سئل ابن سيرين عمن يسمع القرآن فيصعق، قال: «ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم من أوله إلى آخره، فإن سقطوا فهم كما يقولون» [سير السلف الصالحين للأصبهاني (ص: 920)]

الإحسانُ: هو المرتبةُ الثالثةُ مِن مراتبِ الدِّينِ بعد الإسلام والإيمان، وهذه المرتبة التي لا يتصِفُ بها إلا الأفذاذُ مِن عباد الله، وهي مرتبةُ المراقبةِ، وإذا كانت دائرةُ الإيمانِ أضيقَ مِن دائرةِ الإسلامِ، فدائرةُ الإحسانِ أضيقُ بكثيرٍ مِن دائرةِ الإيمانِ؛ فالإحسانُ، كما ذَكَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم:

مما له تعلُّقٌ بالشرك: مسألة التشريك في العبادة، وهو أن يعمل أحدٌ العملَ لله ولغرض آخر، كمن يتوضأ بغرض الوضوء والتبرُّد معًا.

والتشريك أنواع؛ فهو إما أن يكون تشريكَ عبادةٍ بعبادةٍ، أو عبادةٍ بمباحٍ أو عبادةٍ بمحرمٍ، وبيانُ هذه الأنواع فيما يلي:

القرآن الكريم نقل إلينا بالتواتر، وما بين الدفتين اتفق عليه الصحابة وأجمعوا عليه إجماعًا قطعيًّا بحيث لو أنكر شخص منه حرفًا واحدًا كفر.

لكن ما كان من قبيل الأداء وكيفيته كالإمالة والمد ومقاديره من حيث الطول والتوسط والقصر هل يكون من قبيل المتواتر أم من…

الرسم العثماني توقيفي، فلا تجوز مخالفته، وهو لا يخضع لقاعدة أي علم من العلوم، وهناك مطالبات كثيرة من أدباء وأشباههم أن يكتب القرآن بالكتابة الإملائية المعروفة المتداولة بحجة التيسير على متعلميه خصوصا الصبيان، وهي حجة داحضة لأنها قد تفضي إلى تغيير النص برمته.

النفس تتشرَّف وتشرئبُّ إلى المدح، فإن وُجد من غيرها فرحتْ به، وإن لم يوجد مدح نفسه، فبعض الناس لا يصبر فيمدح نفسه إذا لم يُمْدَحْ، وهذا من الضعة بمكان عظيم؛ لأنَّ الناس ينفرون من تزكية النفس، ومع ذلك يقدم بعض الناس بكل صفاقة يمدح نفسه، ويثني عليها، والله تعالى يقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ…

تفسير الآية من طالب علم له عناية بكتب التفسير، لكن ليست بالعناية الكافية التي تؤهّله لأن يجزم بالمعنى، كأن تكون هناك مجموعة من طلاب العلم يتدارسون القرآن فسأل أحدهم عن معنى كلمة أو آية، فقال بعضهم: (لعل المراد كذا)، بصيغة الترجي، ولم يقطعوا بشيء، ثم راجعوا الكتب، فظهر صواب تفسير أحدهم، ففي الأمر سَعة، وكذلك الحال في شرح السنة.

الركوع له ما يقال فيه، والسجود له ما يقال فيه: «أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء، فقَمِنٌ أن يستجاب لكم» ولا يعني هذا أننا لا ندعو في الركوع، إنما يكون أكثر الذكر في هذا الموضع التعظيم، وإلا فقد جاء قوله: «…

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يَرْفَعُ يدَيْه إلى أن يحاذيَ بهما فروعَ أُذُنَيْه [مسلم (391)]، وفي حديثٍ صحيحٍ آخر: «كان يرفع يدَيْهِ حتى…

بعض الناس يحب أن يُمدح ويُزكَّى ويُثنى عليه، فإن كانت محبته للثناء عليه بما ليس فيه، وما لم يفعله فهو مذموم قولًا واحدًا، قال تعالى: {وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}

الخلاف عند أهل العلم ليس على درجة واحدة، فهناك خلاف يتساهل فيه أهل العلم، وخلاف يتشددون فيه، فمثلًا الخلاف في أصول الدين ومسائل الاعتقاد، فلا يخلو إما أن يثبت اتفاق السلف على المسألة، بحيث لا يوجد بينهم مخالف، كالاتفاق على ربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته التي جاءت النصوص الصريحة بها، والإيمان بأركان الإيمان الستة، فهذا القسم لا…

قد يقول قائل: إنه لا يعرف أن يقرأ القرآن. وبعض العوامّ شُغلوا بأمور المعيشة في أول أعمارهم، وصعب عليهم تعلم القرآن في الآخر.

نقول له: عليك أن تحرص وتبذل الأسباب لحفظ ما يتيسر لك من القرآن والبيوت -ولله الحمد- مملوءة بمن يقرأ إلا القليل النادر، فهذا الشخص…

كل الأنبياء تُمنع أسماؤهم من الصرف للعلمية والعجمة إلا ستة أنبياء فتُصرف أسماؤهم، وهم: صالح ونوح وشعيب ومحمد ولوط وهود عليهم السلام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «ما من ميت يموت إلا ندم»، قالوا وما ندامته؟ قال: «إن كان محسنًا ندم ألا يكون ازداد» هذا محسن، وهو من يأتي بالفرائض، ويجتنب النواهي، ويفعل المندوبات، ومع ذلك يندم؛ لتمنيه أن يكون ازداد من…

كان -عليه الصلاة والسلام- يسجد على الأرض كثيرًا، وهي الأصل، «جُعِلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا»، وقد يسجد على الماء والطين، كما ثبت ذلك في حديث ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين، وثبت أنه سجد على الخمرة المتخذة من خوص النخل، وعلى الحصير المتخذ منه، وثبت في حديث أنس أنه صلى على الفروة…

المسائل الفرعية التي حصل فيها الإجماع الصحيح، كالأمور المعلومة بالضرورة من دين الإسلام، فهذه لا يسوغ الخلاف فيها، فلو قال قائل بتحريم الخبز مثلًا، ولا شبهة له، وقد ثبتت النصوص القطعية بإباحته، أو أباح الزنا أو شرب الخمر وهو ممن لا يخفى عليه مثل هذا فإنه يحكم بكفره عند أهل العلم، وإن كانت تلك المسائل مصنفة ضمن المسائل الفرعية.

لَعِبُ القِمارِ، وهو: المَيْسِرُ، وهو: ما يكون مِن طرفَيْنِ في نوعٍ ما مِنَ السباق؛ وذلك بأن يقولَ أحدُ المتسابقَيْنِ لصاحبِه: «إنْ سبقْتُك، فلي كذا، وإن سبقتني، فلك كذا»، فما يُوقِع المتسابقَيْنِ في الغُنْمِ والغُرْمِ، فهو محرَّم، وأمَّا لو كان مِن طرفٍ واحدٍ، سواءٌ منهما، أو…

لا تزكية للنفس إلا عن طريق الرُّسل، ولا يمكن أن يجتهد الإنسان ليوجد سبيلًا لتزكية نفسه من غير طريق الرسول صلى الله عليه وسلم.

فلدى بعض الطرقية من الصوفية طرقٌ يربُّون بها المريدين، لا يعتمدون فيها على نصوص الكتاب والسنة، فمثلًا شيخ طريقة جاءه مريد وقت صلاة…

قال في مراقي السعود [مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود (959)]:

وليس في فتواه مفتٍ متبع