Rulings

من أعظم وسائل تحصيل العلم تقوى الله -جل وعلا-: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} [(282) سورة البقرة] فالعلم بالعمل من أعظم وسائل تحصيله، والذي لا يتقي الله -جل وعلا- ولا يحقق هذا الشرط في نفسه هذا لا يحصل علم، ولو جمع من المسائل والأحكام ما جمع، فإن هذا ليس بعلم، شاء أم أبى، وإن قال الناس إنه عالم، فلا علم إلا…

التزكية المنهي عنها هي مدح النفس، {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ} [(32) سورة النجم] النفس تتشوف وتشرأب إلى المدح، فإن وجد من غيرها فرحت به، وإن لم يوجد بعض الناس لا يصبر، إذا لم يمدح مدح نفسه، وهذا من الضعة بمكان عظيم؛ لأن الناس ينفرون من تزكية النفس، الواحد إذا مدح نفسه نفر الناس عنه، ومع ذلك يقدم بعض الناس بكل صفاقة…

((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأهله)) ولك بكل حرف عشر حسنات، يقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: ((لا أقول: (ألم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) والختمة الواحدة لا تكلف الإنسان، ما يحتاج إلى حمل أثقال، ولا جلوس في شمس، ولا في مكان مخوف ولا شيء، في روضة…

والبصر نعمة من نعم الله -جلا وعلا- لا يعرفها إلا من فقدها نعمة؛ لكنها إذا استغلت بما لا يرضي الله -جل وعلا- صارت نقمة، صارت نقمة، وهذه النعم لا بد من شكرها، واستعمالها فيما يرضي الله -جل وعلا-، عنده بصر يستعمله في قراءة القرآن، يستعمله في قراءة العلم، يستعمله في مصالحه في دنياه، التي يتخذ منها طريقاً وسبيلاً إلى الجنة، لكن إن استعمله فيما حرم الله عليهم كالنظر إلى ما لا يجوز النظر إليه،…

وقد صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في دعاء الاستفتاح ألفاظ وصيغ كثيرة, منها المختصر، ومنها المطول, غالبها وجلها في صلاة الليل: ((اللهم رب جبرائيل وميكائيل, فاطر السموات والأرض, عالم الغيب والشهادة, أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)) ثبت عنه, لكن هذا في صلاة الليل، وثبت أيضاً…

قد يقول قائل: لماذا لا نصحح الفريضة على النصف أخذاً بعموم الحديث: ((صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم)) وعمومه يتناول الفريضة والنافلة؟ نقول: عمومه مُعارَض بحديث عمران بن حصين: ((صل قائماً فإن لم تستطع فقاعداً)) فلا تصح الصلاة إلا مع عدم الاستطاعة، ما الذي دلنا على أن المراد بهذه الصلاة النافلة؟ دلنا على ذلك سبب ورود الخبر…

وفي حديث أبي حميد: (فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه) إلى مكانه إيش قبل الركوع، أو قبل الدخول في الصلاة؟ هو الآن قبل الركوع قابض، واضع يديه على صدره, ثم ركع وقبض ركبتيه, ثم رفع من ذلك الركوع, فإذا رفع استوى حتى يعود كل فقار إلى مكانه, هل المراد إلى مكانه قبل الركوع أو قبل الدخول في الصلاة؟ وما الذي يترتب على هذين الاحتمالين؟ إذا قلنا: قبل الركوع, يكون بعد الركوع قابض كما…

إذا قام بين يدي ربه -عز وجل- كبَّر كما في حديث أبي حميد، وغيره، ماذا يقول؟ إذا توافرت هذه الشروط أقبل، ونحن نشرح صفة صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- أقبل على صلاته مفرغاً قلبه من هموم الدنيا, منتظراً لها –لصلاته-, مرتاحاً بها.

هكذا كانت حاله -عليه الصلاة والسلام-, بخلاف حال كثير من الناس, يأتي وذهنه مشغول بأمور دنياه، يأتي الواحد منا وذهنه مشغول بأمور الدنيا,…

فلا تصح عبادة بدون النية، لكن ما معنى النية؟ هذه مسألة يعاني منها كثير من الناس ممن ابتلي بالوسواس, وأعداد هؤلاء من الرجال والنساء, من الشباب وغيرهم يزداد يوماً بعد يوم.

هذه النية هي مجرد القصد إلى الفعل, مجرد ما تذهب إلى الماء وتفتح الماء لتتوضأ هذه هي النية, ولا شيء أكثر من ذلك, مجرد أن تقف بين يدي ربك في الصف وتقول: الله أكبر, هذه هي النية, قصدت الصلاة انتهى…

وجدير بنا أن نعرف هذه الشروط التي لا تصح الصلاة إلا بها, وإن كانت خارجة عن ماهية الصلاة, فالصلاة لا تصح إلا بشروط ذكرها أهل العلم، الإسلام والعقل والتمييز، قد يقول قائل: هذه الشروط ليست من صلب الصلاة! لكنها لا تصح الصلاة إلا بها إذن لا بد من معرفتها، هي خارج الصلاة، خارج ماهية الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بها.

الإسلام: فلا تصح الصلاة من كافر، والعقل: لا تصح من مجنون،…

في حديث وائل بن حجر –وهذه مسألة كثر فيها الكلام, وهي في غاية الأهمية– المسألة: ماذا يقدم إذا سجد؟ هل يقدم يديه وإلا يقدم ركبتيه؟ جاء في حديث وائل بن حجر: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه"، والحديث مخرج في السنن, ومصحح أيضاً، "وضع ركبتيه قبل يديه"، وعلى هذا إذا سجد المصلي يضع ركبتيه، ثم بعد ذلك يضع يديه, وهذا مرجح عند جمع من أهل العلم, وانتصر له ابن القيم…

من لا يحسن القراءة، وعجز عن تعلمها؛ لأن بعض الناس لا سيما من كبار السن ممن لم يلتفت إلى الحفظ إلا بعد أن طعن في السن, مثل هذا يصعب عليه القراءة, قد يكون حافظاً للفاتحة, لكن حفظ غير مجزئ، حفظ غير صحيح, يُخَيَّل للإنسان أنه قارئ, وليس بقارئ بالفعل.

فالذي يقرأ وهو إمام -إمام مسجد- في بلد من البلدان يقول: "ثم لا تسألن يومئذ عن النعيم" هل هذا قراءته صحيحة؟ ليست بصحيحة، هل…

لم يكن يداوم -عليه الصلاة والسلام- على قصار المفصل, يعني إذا عرفنا أنه قرأ الأعراف, وهي سورة طويلة, وقرأ بالمرسلات, وقرأ –أيضاً- بالطور, وقرأ بالقصار، فعلى الإمام ألا يشق على المأمومين, يأخذ هذه القاعدة عامة: ((إذا أم أحدكم الناس فليخفف, فإن فيهم الكبير، والضعيف، وذا الحاجة)) هذه القاعدة مطردة, لا يشق على الناس, ولا يمل الناس من الصلاة, ولا يجعل الناس…

وقد تكاثرت النصوص، وتضافرت على اكتساب ما ينفع من وجوهه، فكيف بما جاء من نصوص الكتاب والسنة في طلب اشرف مطلوب، وأعظم مقصود، وهو العلم بالله -جل وعلا-، وبآياته، وصفاته، وأحكامه، وشرائعه، وما جاء عنه، وعن نبيه -عليه الصلاة والسلام-، يعني من تكن همته مدارسة الكتاب والسنة -المسألة طرد وعكس- قيمته إيش؟

نعم، هذه الهمة شرفها بشرف..، يكون مأخوذ من شرف ما يهتم به، وهذا الأمر من…

يقول ابن القيم في مدارج السالكين: "الهمة فعلة" من الهم وهو مبدأ الإرادة، ولكن خصّوها بنهاية الإرادة، فالهم مبدؤها، والهمة نهايتها، يقول -رحمه الله-: "الهمة فعلة" يعني زنتها "فعلة، وهو مبدأ الإرادة" الإرادة التي تبعث الإنسان على الفعل مبدأها الهمة "ولكن خصوها بنهاية الإرادة" ولذا من أراد أن يفعل لا يقال: عنده همة، نعم، من يوصف بالهمة العالية؟ من فعل، أما من أراد أن يفعل، ولمّا يفعل؛ هذا…

مما يعينك على علو الهمة: أن تنظر إلى الأعلى، ما تنظر إلى الأدنى، أنت في قاعة الدرس نعم اختبرت، وأخذت في النتيجة سبعين، يعني هل الأفضل لك أن تقول: والله زميلي فلان أخذ ستين أنا أفضل منه، وإلا زميلي فلان أخذ تسعين، لابد أن آخذ تسعين امتياز، بل أضاعف الجهد؛ لأخذ درجة كاملة، فمثل هذا يبعثك على علو الهمة، فكيف والمقابل لا تقوم له موازين الدنيا؟ فإذا نظرت إلى الأعلى ازددت، وهان عليك كل شيء،…

إذا عرفنا مراتب القصد التي أولها الهاجس، ثم الخاطر، ثم حديث النفس، ثم الهم، ثم العزم، وبعد العزم يأتي الفعل الذي هو التنفيذ، فالهم دون العزم:

مراتب القصد خمس: هاجس ذكروا يليه هم فعزم كلها رفعت

 

فخاطر فحديث النفس فاستمعا إلا الأخير ففيه الإثم قد وقعا

بقدر الكد تكتسب المعالي

 

...................................

قد يقول قائل: هذا الكلام ما هو بصحيح!

بقدر الكد تكتسب المعالي

 

ومن…

الهمة هذه لها طرفان، ووسط، بعض الناس عنده همة، لكن هذه الهمة تتعدى ما عُدَّ له، هذه مذمومة، يعني إذا سمع من يطوف بالبيت، ويقول: "ربي هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي" نعم، هذه همة، لكنها همة مذمومة، فكيف إذا كان القائل امرأة, امرأة تطوف بالبيت، وتقول هذا الكلام، تبي ملك لا ينبغي لأحد من بعدها, هذه همة مذمومة، يهم الإنسان، -أو سمها أماني- بأن يبلغ منازلاً لا يستطيعها، أو ليست له، إما…

والواحد منا إذا حضر درساً، أو ألقى درساً يحتاج إلى راحة، كأنه ألقى صخرة من فوق رأسه، يحتاج بقية اليوم كله يرتاح، وينفس عن نفسه، ويروح، فمثل هذا يحتاج إلى..، يحتاج الإنسان في مثل هذه الظروف إلى إعادة نظر, النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يتخولهم بالموعظة، في الحديث الصحيح أنه قيل لابن مسعود: ألا تحدثنا كل يوم؟ قال: "ألا إني أتخولكم، كما كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام- يتخولنا بالموعظة…