Rulings

مسألة ترتيب الأدعية ينبغي التنبه لها، فكثير من الناس اعتاد وردًا وأذكارًا للصباح والمساء، وأدعية في أوقات معينة، فتجد هذه الأذكار مرتبة عنده. ولم يرد بهذا الترتيب نص على أن هذا الذكر يقال قبل هذا، وتجده طول عمره مرتب لهذه الأذكار وهو يقول: أنا ما أتعبد بهذا الترتيب، وإنما لو قدّمت وأخّرت نسيت بعضه. فإذا كان هذا هو القصد فليس هناك إشكال. لكن يحرص على أن يقدم ويؤخر في بعض الأوقات، ولا…

ما عيَّن النبي -عليه السلام- دعاءً خاصًا ليوم عرفة، إلا أن دعاء عرفة أفضل الدعاء، وفي الحديث: «وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» [الموطأ: 500]. وهل هو دعاء أو ذكر؟ هو ذكر، لكنه في الوقت نفسه دعاء عبادة، ولذا…

القول المحقق أنه لا يجوز جمع العصر إلى الجمعة؛ لأن الجمعة وقت مستقل كالفجر، لا تُجمع ولا يجمع إليها. وصلى النبي-صلى الله عليه وسلم- في عرفة الظهر والعصر وتقدمهما بخطبة.

يقول ابن تيمية عن الحائض: (وإن اضطرت إلى الطواف فطافت أجزأها ذلك على الصحيح من قولي العلماء)؛ حتى لا تحبس الرفقة. الاحتمالات التي أوردها شيخ الإسلام في هذه المسألة كلها من أجل الرفقة، وأن حبسها للرفقة ضرر عليهم، وذهاب الرفقة بدونها ضرر عليها. فأورد الشيخ -رحمه الله- هذه الاحتمالات، وخلص إلى أن الحائض تتحفظ، وتمنع من انتشار الدم، وتطوف على حالها. والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول:…

أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بإخراج العواتق والحيض وذوات الخدور إلى صلاة العيد، ثم قال: «ويعتزل الحيّض المصلى» [

أشهر الحج عند الجمهور: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة. وعند المالكية: شهر ذي الحجة كاملًا. والفائدة من تحديد الجمهور بالعشر، وما بعد العشر فيها جل أعمال الحج؛ أن الإحرام بالحج يفوت بهذه العشر. بخلاف بقية الأفعال فإنها تفعل في أيام التشريق، من المبيت والرمي والوداع والطواف والسعي لمن أخّره. وهذا داخل في قاعدة الابتداء والاستدامة، فابتداء الشيء له حكم، واستدامته له حكم آخر.

والمرأة في النسك لا تقص شعرها أكثر من قدر أنملة، ومن باب أولى لا تحلق. مع أن تقصير الشعر بالنسبة للمرأة حتى يكون كالوفرة، إذا سلم من التشبه بالرجال، والتشبه بالكافرات والفاسقات، لا بأس به، وقد فعله أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاته، جاء في الحديث: «وكان أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم- يأخذن من روؤسهن حتى تكون كالوفرة»

قال ابن تيمية: (وله أن يأخذ الحصى من حيث شاء ولكن لا يرمي بحصى قد رمي به)؛ لأنه مستعمل في عبادة. والفقهاء ينظرونه بالماء المستعمل في رفع الحدث، ويمثلون بهذا في المسائل الخلافية التي يورد على المخالف من الاحتجاج ما يخالف فيه. فلو قيل لمالكي -مثلًا-: لا يجوز الرمي بحجر أو بحصى قد رمي به. فقال المالكي: ما الدليل؟ قيل: لأن الماء المستعمل في رفع حدث، لا يجوز استعماله لرفع حدث. فقال المالكي:…

للعلماء في قطع التلبية في الحج ثلاثة أقوال:

- منهم من يقول: إذا وصل إلى عرفة قطع التلبية، وانشغل بالذكر والدعاء.

- ومنهم من يقول: بل يلبي بعرفة وغيرها إلى أن يرمي الجمرة. فيستمر بالتلبية سواء كان ماشيًا، أو جالسًا، وسواء كان باقيًا في المشاعر، أو في طريقه إلى المشاعر.

- والقول الثالث: أنه إذا أفاض من عرفة إلى مزدلفة لبّى، ولا…

قال ابن تيمية -رحمه الله-: (والسنة أن يبيت بمزدلفة إلى أن يطلع الفجر). لا يفهم من كلامه -رحمه الله- أن المبيت بمزدلفة سنة، فالمبيت بمزدلفة واجب على الأصح من أقوال أهل العلم، ويأثم تاركه. وإن قيل بسنيته، وقيل كذلك بركنيته. وجمهور أهل العلم يجيزون أن يدفع قبل صلاة الصبح. ودليل وجوب المبيت بمزدلفة: الترخيص للضعفة؛ لأن ما ليس بواجب، لا يحتاج  إلى ترخيص. ودليل عدم ركنيته الترخيص…

كثير من الشراح والفقهاء يقولون: إن السبب في إسراع النبي -صلى الله عليه وسلم- في المشي في وادي محسِّر، أن الفيل حسر في هذا المكان، فلم يتقدم ولم يتأخر. ولا شك أن كتب السيرة تنص على أن الفيل إنما حُبس بالمغمَّس، وليس بوادي محسِّر.

مزدلفة كلها موقف، لكن الوقوف عند قزح أفضل. وهو الجبل الذي أقيم في مكانه الآن المسجد أو بقربه، وهو جبل الميقدة. وقد ذكر ابن تيمية –رحمه الله- أن الإيقاد بمنى وعرفة بدعة، دون مزدلفة. ولعل الإيقاد في مزدلفة من أجل أن يُعرف مكان المشعر بدقة، ليجتمع حوله الحجاج. بينما في منى وعرفة لا يحتاج إلى هذا الإيقاد، فليس فيها مكان مخصص للوقوف عنده. حتى من جاء إلى عرفة في الليل لا يحتاج إلى إيقاد،…

اختلف أهل العلم في جمرة العقبة، هل هي من منى أو ليست منها:

- منهم من يقول: هي من منى؛ لأن رمي الجمرة تحية منى، فأضيفت التحية إلى منى لأنها فيها. فكيف تحيا بما هو خارج عنها.

- ومنهم من يقول: إنها ليست من منى. وقالوا: إن تحية البيت الطواف، والطواف خارج البيت. فلا مانع من أن تحيا منى بما هو خارج عنها.

يكثر السؤال من الشباب الذين يهتدون، ويحصل لهم الاستمناء في الحج وفي الصيام ولا يغتسلون، فهم في وقت شبابهم وطيشهم لا يسألون ولا يحتاطون لأنفسهم. وهذا يُسأل عنه كثيرًا، يقول: هو في أول عمره وبلوغه كان يستمني وهو صائم، أو يستمني وهو حاج، ومع ذلك لا يغتسل بعد ذلك. فالعبادات وهي أركان الإسلام كلها على خطر من هذا الصنيع. وسبب هذا عدم تثقيف هؤلاء الشباب بما يلزمهم قبيل البلوغ، سواءً كانوا من…

من جوامع الأدعية قول: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [سورة البقرة:201]، واختيار هذا الدعاء بين الركنين، هل لأن هذه الجهة لها مزية في الدعاء، فإذا أردا الإنسان –مثلًا-  أن يدعو ولم يتيسر له الملتزم الوارد عن بعض الصحابة أن يدعو بين الركنين، أو يدعو في الجهات الأخرى؟، نقول:…

لو صلى المصلي في المسجد والناس يطوفون أمامه لم يكره، سواءً مرَّ أمامه رجل أو امرأة، وهذا من خصائص مكة؛ لأن المشقة تجلب التيسير، والنبي -عليه الصلاة والسلام- «صلى إلى غير جدار» [البخاري: 76]، قال الشافعي: يعني إلى غير سترة. والناس يمرون بين يديه، ولا شك أن المشقة تجلب التيسير، وهذا مظنة للمشقة لا سيما…

من شروط الطواف أن يبدأ من الحجر، وأن يجعل البيت عن يساره، وبعض من يحمل الأطفال يعكس، فيجعل البيت عن يمين الطفل وهو محرم، وطواف الطفل في هذه الحالة غير صحيح، بل لا بد أن يجعل البيت عن يساره.

كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يغتسل لإحرامه، ويغتسل لدخول مكة، فيبيت بذي طوى حتى يصبح ثم يغتسل ويدخل مكة. وذو طوى هو الحي الذي يقال له الآن: الزاهر، يقول ابن تيمية: (وهو عند الآبار التي يقال لها: آبار الزاهر، فمن تيسر له المبيت بها والاغتسال ودخول مكة نهارًا وإلا فليس عليه شيء من ذلك).

والناس يفرطون في هذا كثيرًا؛ لأنهم يرونه منزل اتفاقي،…

إذا كان الإنسان محرمًا فله أن يقطع الشجر إذا كان خارج الحرم، أما إذا كان داخل الحرم فليس له ولا لغيره من الحلال أن يقطع هذا الشجر، فالشجر متعلق بالحرم لا بالإحرام. كما أن تعلق الصيد بالحرم والإحرام معا، فيمنع في الحرم الصيد مطلقًا سواءً كان بريًا أو بحريًا.

تجوز الحجامة للمحرم، وإن تطلبت الحجامة حلق شيء من الشعر فلا مانع من حلقه، فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- احتجم في رأسه وهو محرم، ويستحيل أن يحتجم الإنسان في رأسه ولا يحلق شعره، اللهم إلا إذا كان أصلع لا شعر فيه؛ لأن آلات الحجامة لا تمسك مع الشعر، فلا بد من حلقه.