Rulings

في الحديث: «أنتَ الأوَّلُ فليسَ قبلَك شيءٌ» [الترمذي: 3400]

تجد من أهل هذه البلاد الذين يحققون التوحيد يذهبون إلى بعض البلدان التي فيها مشاهد، ويذهبون إلى تلك المشاهد من أجل الفرجة. وأقول: لا يجوز الذهاب إليها إلا بنية الإنكار؛ لأنه لا يجوز مشاهدة المنكر من غير إنكار. ولا يقول: إني عاجز فأنكر بقلبي، فأنت ما اضطررت إلى الذهاب إلى هذا المكان، لكن بطوعك واختيارك ذهبت، فلا يجوز لك أن تغشى هذه الأماكن إلا بالإنكار.

أهل مكة ومن كان في حكمهم يهلِّون من مكة في الحج؛ لأنهم سوف يجمعون بين الحل والحرم، فإنهم إذا خرجوا إلى عرفة خرجوا إلى الحرم. وأما بالنسبة للعمرة فلا بد أن يحرم من الحل؛ ليجمع في نسكه بين الحل والحرم، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- عبدالرحمن بن أبي بكر أن يُعمر عائشة –رضي الله عنها- من التنعيم

إذا استلم الطائف الحجر يقول في بداية الشوط: بسم الله، والله أكبر. وفي بقية الأشواط يقول: الله أكبر، وإن قال: بسم الله فقد جاء عند البيهقي ما يدل عليه [البيهقي في الكبرى: 9032].

لو غطت المرأة وجهها بشيء لا يمس الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسه ففيه خلاف، والصحيح جوازه أيضًا، وقد كانت أمهات المؤمنين –رضي الله عنهن- يكشفن عن وجوههن حال الإحرام فإذا حاذين الرجال الأجانب، قالوا: «سَدَلتْ إحدانا جلبابها مِن رأسِها على وجهها» [أبو داود: 1833] كما جاء في الخبر عن عائشة –رضي الله عنها- وعن غيرها.…

قال ابن تيمية: (ولا يدعو هناك مستقبل الحجرة، فإن هذا كله منهي عنه باتفاق الأئمة،‏ ومالك من أعظم الأئمة كراهية لذلك)؛ لأنه –رحمه الله- يرى المخالفات، وهو إمام دار الهجرة، ودروسه كلها في المسجد قرب الحجرة، فيرى هذه المخالفات، فتجده يشدد في هذا الباب أكثر من غيره، بخلاف من لم ير المنكر كما هو الواقع، فمن يشاهد المنكر يكون أشد إنكارًا له إذا بقيت فيه شيء من الغيرة والحمية على الدين، وامتثال…

كان المسجد النبوي صغير، وحدوده معروفة إن كانت مضبوطة، أي أن حدوده في السواري. والتوسعة الغربية التي في جهة القبلة ليست من المسجد في الأصل. فالذي يخص الفضل بمسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه يوقع الناس في حرج عظيم؛ لأنه يلزم عليه أن تتأخر خمسة صفوف لتصلي في مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وجاء الحث على الصف الأول وعلى يمين الصف، ويمين الصف كله خارج المسجد النبوي؛ لأن الزيادات…

الأئمة قاطبة بدءًا من الصحابة موقفهم من هذه المواقع والمشاهد معروف، وعمر -رضي الله تعالى عنه- لما قيل له أن هذه هي الشجرة التي بايعنا النبي -عليه الصلاة والسلام- عام الحديبية، أمر بقطعها، مع أنها ليست هي؛ لأن الصحابة غير واحد منهم يقول: عرفنا الشجرة التي بايعنا النبي -عليه الصلاة والسلام- فلما جئنا من العام القابل عُمِّيت علينا فلم نهتد إليها رحمة بنا، يقول ابن عمر: رحمة بنا. ولا شك أن…

شد الرحال لا يجوز إلا إلى المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وبيت المقدس -المسجد الأقصى-، وما عدا ذلك لا يجوز شد الرحل إليه ولو كان في مكة. لأن بعض الناس يذهب إلى مكة للاعتكاف في مسجد من المساجد؛ لأن الإمام مؤثر في صلاته. نقول: لا يجوز شد الرحل إلى هذا المسجد. وقد يتحايل ويقول: أنا أذهب للعمرة، ثم بعد ذلك أذهب إلى هذا المسجد. نقول: الأمور بمقاصدها. وكذلك لو قال أحدهم: أنا…

ماء زمزم لا يشرب للتلذذ، إنما يشرب للتعبد؛ لأن طعمه لا يشجع على التلذذ، وقد كان طعمه أشد ملوحة من الآن، وكان كثير من الناس لا يطيقه. والآن أصبح ماء زمزم مقبولًا، ولعله لكثرة ما يرد عليه ويخالطه من المياه التي تتسرب إلى البئر. مع أن المعجزات ظاهرة في هذا الماء والدراسات حوله كثيرة، حتى قيل من ضمن الدراسات أن الماء الوارد على هذه البئر بمجرد ما يلامس حجارة هذه البئر ينقلب إلى زمزم. وعلى كل…

لدينا كتب كثيرة جدًا تخدم اللغة من عدة نواحي:

- منها في شرح (مفردات اللغة)، وقد يقال له (متن اللغة)، وهذا هو الكثير الغالب من التهذيب والصحاح واللسان والقاموس والمحكم وغيرها من الكتب المعروفة التي لا تخفى على طلاب العلم.

- ومنها ما هو في (فقه اللغة) وهو عكس متن اللغة.

فإذا كان المبحوث عنه كلمة تريد معناها تذهب إلى معاجم اللغة…

لا بد من تعيين من يحج بالناس ويشرف على حجهم، وهذا في الأصل هو الإمام الأعظم أو من ينيبه. ولذلك تجدون في التواريخ كالبداية والنهاية وغيرها: (وحج بالناس في هذا العام فلان) يعني ممن أنابه ولي الأمر. ولا ينفر الإمام الذي يقيم للناس المناسك في اليوم الثاني عشر، لأن الناس يتبعونه في الانصراف ويتبعونه في إقامة الشعائر، بل السنة أن يقيم إلى اليوم الثالث عشر؛ لأنه قد يطرأ للحاج ما يقتضي وجوده،…

ويستحب للحاج إذا رمى الجمرة الأولى والثانية أن يتقدم قليلًا إلى موضع لا يصيبه الحصى، فيدعو الله تعالى مستقبل القبلة، بأن يجعل الجمرة وراء ظهره ويدعو الله تعالى، وهذه هي السنة في الدعاء. وهذا من مواطن رفع اليدين في الدعاء، والأصل في الدعاء أن ترفع فيه اليدان، وجاء في ذلك أحاديث تبلغ المائة، وللسيوطي رسالة أسماها: (فض الوعاء فيما ورد في رفع اليدين في الدعاء).

جاء في الصحيح: «من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يصبه ذلك اليوم سم ولا سحر» [البخاري: 5779]، وجاء في أحاديث أخرى من غير تقييد أو تخصيص بالعجوة، مما جعل بعض أهل العلم يستروح إلى أن التصبح بسبع تمرات…

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الصلاة في مسجد قباء كعمرة» قال الترمذي حديث حسن [الترمذي: 324…

يقول الإمام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: (ويستحب أن يأتي مسجد قباء ويصلي فإن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «من تطهر في بيته وأحسن الطُّهور ثم أتى مسجد قباء لا يريد إلا الصلاة فيه كان له كأجر عمرة» رواه أحمد والنسائي و

يقول شيخ الإسلام: (فإذا كانت هذه الأمور التي فيها شرك أو بدعة نهي عنها عند قبره وهو أفضل الخلق فالنهي عن ذلك عند قبر غيره أولى وأحرى). شيخ الإسلام يقرر أنه إذا كان -عليه الصلاة والسلام- بهذه المثابة، وهو أفضل الخلق وأكرم الخلق وأشرف الخلق، وجاء هذا النهي عند قبره فكيف بقبر غيره؟. لكن قد يقول قائل: أنه لو عكس الأمر، فقيل: النهي عند قبره أشد من قبر غيره؛ لأن الافتتان به أكثر من غيره.…

قال ابن تيمية: كان –عليه السلام- (يأمر أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين) يعني يرحم الله الذين تقدمت وفاتهم، والذين تأخرت وفاتهم، أو الذين لم يتوفوا بعد، فالدعاء للجميع. وجاء التخصيص: «اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد»

على الإنسان في يوم عرفة سواء كان حاجًّا في صعيد عرفات، أو كان مقيمًا في بلده صائمًا لله -جلَّ وعلا-، عليه أن يتشبه بالحجاج، وعليه أن يحفظ صيامه، إما في مسجد، أو في مكان لا يختلط فيه بأحد, وقد جاء الحث على صيامه وأنه يكفر سنتين. وأهل عرفة يكره في حقهم الصيام، بل صرَّح جمع من أهل العلم بتحريمه. وعليه كذلك أن يدعو الله -جلَّ وعلا-، ويتعرض لنفحات الله، ويتعرض للنزول الإلهي كما هو لأهل عرفة…

لو قيل: إن بعض الناس لا يعرف أن يدعو ولا يحفظ أدعية، فالتف مجموعة من الناس في يوم عرفة من هذا الصنف إلى من عنده معرفة وحفظ للأدعية، فقالوا: أنت تدعو ونحن نؤمن، فليس فيه إشكال بهذا القصد-إن شاء الله-.